بالتزامن مع ترصيدها نتائج إيجابية ملموسة بعد أزيد من 5 سنوات على إطلاقها، أعلنت مبادرة “المثمر”، التي تشرف عليها كلية الفلاحة التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، خلال حملة الموسم الفلاحي الحالي 2023-2024، عن “توسيع نطاق العرض لترسيخ الممارسات الزراعية الفضلى/الجيّدة”.
ويوفر برنامج “المثمر”، حسب القائمين عليه، “عرض مواكبة لصغار الفلاحين صُمّم خصيصاً للفلاحة المرنة والمستدامة”، فيما أكمَل (قبل أسابيع) “سنواته الخمس” من العمل عن قُرب مع الفلاحين، محققاً خلالها نتائج إيجابية أصبحت ممكنة بفضل رصيد يمزج بين “ثقة المزارعين ودعم شركاء البرنامج”.
بمناسبة احتفائه بـ”ذكرى ميلاده الخامسة” يعمل البرنامج حالياً على “تمديد وتوسيع عرض الدعم للمزارعين الذين تم رصدهم من أجل تخصيص أفضل للمسار الفني/التقني”، هادفاً إلى “تعزيز محفظة المنتجات والخدمات والممارسات الزراعية الجيدة، بما في ذلك إخصاب التربة بشكل مستدام في السوق المغربية”، بهدف ضمان “مساهمة مبادرة التنمية الزراعية هذه في الديناميات الزراعية والإستراتيجية الوطنية ‘الجيل الأخضر’؛ والهدف واضح: فلاحة مستدامة وفعّالة بيئياً في المغرب”.
“عرض على المقاس يغطي سلسلة القيمة كاملة”
وفق معطيات توصلت بها هسبريس من القائمين على المبادرة فإن “المثمر” هو “نموذج للتنمية الفلاحية تشرف عليه جامعة UM6P وكُـلّيتها الزراعية”. ويتضمن العرض “حلولاً مبتكرة تتكيف مع احتياجات المزارعين، وخاصة الصغار منهم”.
وباستمرار، يقوم فريق “المثمر” بـ”تحفيز حلقة الابتكار مع مختلف القوى الدّافعة للقطاع الزراعي، للاستجابة بخفة ومرونة لتحديات الزراعة، مثل الأمن الغذائي وندرة الموارد وإيجاد حلول مبتكِرة مخصَّصَة وَوَلُوجة”، وفق إفادة المعطيات التي توصلت بها هسبريس ضمن ملف صحافي محيّن عن البرنامج في الحملة الفلاحية لهذا الموسم.
ويتجلى طموح “المثمر”، حسب رؤية القائمين عليه، في أن يكون “صلة وصل وجسراً يربط منظومة البحث والابتكار بالمُزارع والفلاح”؛ وبالتالي “إنشاء حلَقة تعلّم مستمرة وعلاقة مستدامة وموجَّهة نحو المزارعين”.
وتقدم المبادرة الزراعية ذاتها “عرضاً على المقاس (une offre sur mesure) يغطي سلسلة القيمة بأكملها”؛ الممتدة من “تحديد احتياجات التربة إلى المساهمة في إنتاج تركيبات الأسمدة المتكيّفة، من خلال دعم المزارعين لاعتماد الممارسات الزراعية الجيدة وربطهم بالسوق”.
كما تدعم المبادرة، إلى جانب الوزارة الوصية (الفلاحة) وشركائها الصناعيين، المزارعينَ المغاربة لتمكينهم من الحصول على “حلول تخصيب” تلبّي احتياجات تربتهم ومحاصيلهم على أفضل وجه.
وتابع المصدر ذاته شارحا: “هكذا، بالإضافة إلى الصيغ الجهوية المستمدة من خريطة خصوبة التربة بالمغرب، يرافق الفريقُ المزارعينَ لتعريفهم بالتخصيب المصمَّم خصيصا ‘على المقاس’”، مفيدا بأنه “تم استخدام أكثر من 3000 صيغة من قِبل المزارعين منذ إدخال تقنية الخلاط الذكي ‘smart blender’ عام 2019؛ كما يتم تنفيذ برنامج يهم تجار الأسمدة، يهدف إلى تعزيز قدراتهم”.
“5 سنوات من المثمر”.. نجاح كبير مدعوم بـ”ثقة المزارعين”
القائمون على “برنامج المثمر” لفتوا ضمن المعطيات ذاتها إلى حصيلة “إيجابية” لـ خمس سنوات قضاها البرنامج منذ انطلاقته، عرفت “نجاحاً أصبح ممكناً” بفضل “ثقة الفلاحين ودعم شركائنا”.
ومنذ إطلاق المبادرة في سبتمبر 2018 سجل المصدر ذاته أن “المزارعين رحَّبُوا بها بشكل كبير؛ لأنها توفر لهم حلولا ملموسة تتلاءم وتتكيف مع احتياجاتهم”، مؤكدا “عمل المهندسين الزراعيين الشباب المنتشرين في الميدان جنبا إلى جنب مع المزارعين الذين هم الأبطال الحقيقيون لتنمية الزراعة في المغرب”، وزاد: “وبفضل تعبئة المزارعين وتصميمهم، على الرغم من تحديات العالم الزراعي، تمكّن الفريق من ترك بصمة إيجابية في مختلف المناطق التي غطّاها البرنامج”.
وأورد المصدر عينه: “عند إطلاق المثمر استفدْنا من رأسمال الثقة الممنوح من قبل جميع المغاربة لعلامة OCP المكتب الشريف للفوسفاط، لكن قبل كل شيء استفدنا من رصيد المجموعة: ‘النيّة الحسنة’. لقد سهَّل المزارعون والشركاء المحليون والشركاء المؤسسيون والمجتمع المدني والسلطات المحلية انتشار ‘المثمر’ بالفعل”.
القائمون على “مبادرة المثمر” لم يُخفوا اعتزازهم بـ”رؤية ظهور المزارعين النموذجيين، والسفراء المتطوعين الذين يُشجّعون المجتمعات المحلية للمزارعين على الانضمام إلى البرامج، واستخدام الممارسات الجيدة وتوسيع نطاق التأثير، وهو في الحقيقة أكبر تقدم نفخر به”.
حتى الآن، وفق معطيات محيّنة، تدعَم المبادرة بشكل مباشر أكثر من 27 ألفا و500 مُزارع وفلّاح، وأكثر من 400 ألف مزارع بشكل غير مباشر عبر الحلول الرقمية، التي يتم تنزيلها ميدانياً من قِبل “فريق من المهندسين الزراعيين الشباب الذين تمت تعبئتهُم في أقرب وقت ممكن من المزارعين في أكثر من 40 إقليماً؛ وتضمن النقل اليومي للتكنولوجيات والمعرفة العلمية الشعبية”.
ولم يفُت فريق برنامج المثمر شُكر جميع شركائه المؤسَّساتيين كما الصناعيين المعبَّئين إلى جانبه لخدمة المزارعين بشكل أفضل: “المؤسسات العلمية (المعهد الوطني للبحث الزراعي، معهد الزراعة والبيطرة، المدرسة الوطنية للفلاحة وUM6P)، والمديريات والأقسام المعنية في وزارة الفلاحة، وشركاء التصنيع والتوزيع والمنظمات المهنية والمزارعين”.
“عرض موسَّع”
بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لانطلاقة البرنامج، أعلنت كلية الفلاحة بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية هدفها بشكل واضح: “توسيع نطاق دعمِها للمُزارعين الذين يتمّ رصدهم من خلال برامج متعددة للإرشاد والتبسيط ونقل التكنولوجيا”، والقصد هو “تعزيز مِحفظة المنتجات والخدمات المقدمة ونقل الممارسات الزراعية الجيدة على أساس المسارات التقنية المتكيّفة”.
من هذا المنظور، يَعتزم “المثمر” المضيّ في “توسيع عروضه للمزارعين الذين يواكبهم في الموسم الفلاحي 2023/2024″، من خلال منصات تطبيقية للاستعراض، “برنامج الزرع المباشر، وبناء القدرات”، محدداً هدفه في “توسيع نطاق تأثير الدعم المقدَّم لصالح المزارعين المرافقين وتنفيذ طرق تقنية مختلفة تهدف إلى تعزيز قدرة الزراعة على التكيف مع تغير المناخ”. كما جرى استهداف أكثر من 115 ألف هكتار في مناطق مناخية-زراعية مختلفة.
العرض الموسع الذي تستهدفه هذه المبادرة الزراعية التنموية يرتكز على ثلاث دعامات، حسب ما أفاد به القائمون على تدبير “المثمر”؛ أولها “توسعة برنامج منصات العرض التطبيقية”، وثانيها “توسيع برنامج الزرع المباشر للمثمر لموسم 2023-2024 من خلال أكثر من 11500 هكتار إضافي”؛ أما الثالثة فهي “توسيع نطاق برنامج بناء القدرات لتيسير نقل التكنولوجيا وتبسيط استخدامها”.
“تجويد عمل المنصات التطبيقية”
في الحملة الزراعية لهذا الموسم يؤكد برنامج “المثمر” “زيادته بشكل كبير لعدد منصات العرض للمزارعين المرافَقِين من أجل خلق المزيد من التأثير”، معتبرا ذلك “فرصة لإدخال المحاصيل ذات القيمة المضافة العالية والمحاصيل البديلة وتنفيذ الطرق التقنية والتكنولوجية والعلمية المكيفة، التي يتم تقاسم نتائجها مع المزارعين المستفيدين ومع المنظومة العلمية والأكاديمية والصناعية. ويتم نشر برنامج متكامل لإدارة المحاصيل لكل منصة، ويغطي المراحل المختلفة للزراعة”.
“بالإضافة إلى مساهمتهم الزراعية، تعد منصات العرض التوضيحي أيضا فرصة حقيقية لتحليل سلوكيات المزارعين في مواجهة نماذج إدارة المحاصيل الجديدة والتقنيات الجديدة. هذا يجعل من الممكن تكييف الحلول المقترحة باستمرار، وتحفيز حلقة الابتكار بذكاء جماعي جيد؛ وبالتالي المساهمة في تسريع تحوّل القطاع”، يورد المصدر ذاته.
وبرسم الموسم الحالي، أظهرَت صور (توصلت بها هسبريس) الشروع في “عمليات تركيب منصة توضيحية للمثمر تخص عمليات الزرع المباشر للقمح الطري في منطقة ‘لمرابيح’ بإقليم سيدي قاسم”. كما تم “تركيب منصة عرض تطبيقية في إحدى الأراضي الفلاحية بإقليم مكناس”.
ومن أجل الاستفادة من “ردود الفعل/الآراء الصاعدة من منصات العرض وتسهيل مشاركة هذه التعليقات مع المنظومة برمتها” قصد تجويد عمل المنصات، أفادت المبادرة بأنه تم تطوير تطبيق رقمي من قبل فريق المثمر يحمل اسم «Agritrial».
ويسمح هذا التطبيق بـ”رقمنة التدبير الزراعي لأراضي العرض العمَلي والإبلاغ في الوقت الفعلي عن المعلومات الدقيقة عن تطور المنصات (المراحل الفرينولوجية والألوان والإجهاد والحجم والصور ومقاطع الفيديو للنباتات…)”. هذه المجموعة من المعلومات متاحة للنظام البيئي العلمي، الأكاديمي والاقتصادي، وهي موضوع ندوات/مناظرات سنوية في إطار “مختبر المثمر للابتكار المفتوح” (Al Moutmir Open Innovation Lab) جامعةً مختلف الفاعلين في القطاع.
توسيع مساحة “الزرع المباشر”
وفي الموسم الفلاحي الراهن تهدف مبادرة المثمر إلى “توسيع المساحة التي يغطيها برنامجها للبذر المباشر بمقدار 11500 هكتار إضافية”.
هذه المساحة الجديدة ترفع المساحة الإجمالية التي يغطيها البرنامج منذ بدايته إلى أكثر من 36,500 هكتار على مستوى أكثر من 130 منطقة و26 إقليماً موزعة على مناطق مناخية-زراعية متنوعة، “بفضل تعبئة أكثر من 70 منظمة مهنية () ناقلات وأكثر من 4300 مزارع مستفيد”.
كما تمت، حسب معطيات المصدر، “برمجة أكثر من 584 منصة توضيحية (PFD) من الحبوب والبقول المخصصة للبذر المباشر”.
حلول رقمية
تتضمن حزمة الحلول الرقمية التي يتيحها المثمر تطبيقا ذكياً اسمه tmar@ (على سبيل المثال)؛ وهو تطبيق الاستشارة الزراعية الذي يسمح للمُزارع بـ”الحصول على خدمات دعم، من تحديد احتياجات الأسمدة إلى مراقبة قطعة الأرض، وأسعار السوق، وخدمات الطقس، والوصول إلى التمويل”.
كما تمت التعبئة للعمل بمنصة رقمية تعليمية وللتكوين “عن بُعد” لخدمة أكبر عدد ممكن من المزارعين.
المصدر: وكالات