في قلب جزيرة ليسبوس اليونانية، بدأ بناء مخيم جديد للمهاجرين على حافة غابة صنوبر كثيفة رغم معارضة السكان الذين يخشون خطر نشوب حرائق.
يقول المسؤولون إن هناك حاجة ماسة إلى هذا المخيم في جزيرة تحملت العبء الأكبر لأزمة المهاجرين في أوربا، حيث وصل مئات الآلاف من طالبي اللجوء من دول مثل سوريا وأفغانستان منذ العام 2015.
الورشة بعيدة قدر الإمكان عن مدينة ميتيليني الرئيسية في الجزيرة ومنتجعاتها السياحية، فيما تمنع الأسلاك الشائكة دخول متسللين وتحرس شركة أمنية خاصة المدخل 24 ساعة في اليوم، بعدما أضرم متظاهرون النار في آلات البناء في فبراير.
وقال يورغوس دينوس رئيس نقابة الإطفائيين في المنطقة لوكالة فرانس برس، “إنه أسوأ موقع ممكن لبناء المخيم”.
وأوضح “إذا اندلع حريق هناك، سيحرق نصف الجزيرة”.
وبحسب مسؤولين من المجتمع المحلي، فإن تواتر حرائق الغابات في اليونان وتاريخ البلاد المثير للقلق من حيث احتراق مخيمات أخرى، يجعلان الموقع معرضا لخطر الحرائق بنسبة كبيرة.
وأوضح خريستوس تسيفغوليس المسؤول المحلي في بلدة كومي، إحدى البلدات الست التي تعارض المشروع، “لدينا الكثير من الأمثلة لما يمكن أن يحدث للغابة في حالة نشوب حريق في ظروف مناخية معاكسة”.
وأضاف “لا يمكنكم النجاة”.
وتتسبب درجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية بحرائق غابات كل صيف في اليونان خصوصا في الجزر، حيث تشكل الطبيعة الوعرة عائقا إضافيا أمام رجال الإطفاء.
ويقول علماء إن تغير المناخ أدى إلى زيادة وتيرة الحرائق وشدتها في السنوات الأخيرة.
وفي العام 2020 احترق مخيم موريا في جزيرة ليسبوس أيضا، بالكامل، وهو أكبر مخيم للمهاجرين في اليونان وفي أوربا.
في ذلك الوقت، كان مخيم موريا يؤوي أكثر من 10 آلاف شخص. وكان معظمهم ينامون في الهواء الطلق.
والشهر الماضي، أحرقت خيمة تتسع بـ150 شخصا في مركز مافروفوني الموقت الذي يضم حاليا 1100 شخص.
والثلاثاء، قضت محكمة استئناف يونانية بسجن شابين أفغانيين من طالبي اللجوء يبلغ كل منهما 18 عاما، مدة أربع سنوات بعدما أدينا بتهمة إضرام حريق أتى على مخيم يؤوي آلاف المهاجرين في جزيرة ليسبوس قبل حوالى عامين.
وخفض القرار حكما سابقا بالسجن من خمسة إلى أربعة أعوام لحسن السلوك.
وأوضح مايكل باكاس، عضو حزب الخضر اليوناني، أن “عشرات” الحرائق اندلعت حول موريا في فصول الصيف السابقة، رغم وجود فريق مكلف بالاستجابة للحرائق.
وقال تسيفغوليس إن الطبيعة الحرجية الكثيفة حول المخيم الجديد في بلاتي أكثر خطورة من تلك المحيطة بموريا.
وأوضح “كان موريا محاطا ببستان زيتون، وأشجار الزيتون لا تحترق بسهولة، تخيلوا ماذا يمكن أن يحدث في غابة صنوبر”.
وتابع “في أشهر الصيف، لا يسمح للسكان المحليين بالدخول ليلا بسبب خطر نشوب حريق. فكيف تضمن وزارة (الهجرة) عدم وقوع حوادث مع دخول المئات” لبناء المخيم.
بدوره، قال أنتونيس كوملوس المسؤول المحلي في بلدة بيغي “هذا موقع غير مناسب على الإطلاق لبناء مجتمع كامل” مضيفا “بشرارة واحدة يمكن أن تدمر قرى ومحاصيل”.
وهناك أيضا مخاوف من أن الموقع النائي الذي يمكن الوصول إليه عبر طريق ريفي والواقع على مسافة 15 كيلومترا من أقرب قرية و30 كيلومترا من مدينة ميتيليني الرئيسية في الجزيرة، سيكون من الصعب إخلاؤه في حالة الطوارئ.
وسيكون مخيم بلاتي الذي يتسع لثلاثة آلاف شخص الأكبر بين خمسة مخيمات جديدة في ليسبوس وأربع جزر يونانية أخرى في بحر إيجه، حيث يصل المهاجرون من تركيا المجاورة، كان الاتحاد الأوربي خصص لها 296 مليون دولار.
وستكون المخيمات الجديدة محاطة بسياج من الأسلاك الشائكة وكاميرات مراقبة وأجهزة مسح للأشعة السينية وبوابات مغناطيسية تغلق في الليل.
ووصف رئيس بلدية ميتيليني ستراتيس كيتليس المخيم بأنه “نقطة انطلاق” للجزيرة “من أجل ترك مسألة الهجرة وراءها إلى الأبد، بعيدا عن مدينة ميتيليني وأطفالنا وحياتنا اليومية”.
وأكد كيتيليس في تصريح لوكالة فرانس برس أن السلطات تتخذ “كل التدابير الوقائية اللازمة لمنع نشوب حرائق”.
ومع ذلك، أدت الخلافات حول الموقع إلى تأخير المشروع لأشهر، إذ كان يفترض أن يكتمل المخيم في سبتمبر الماضي.
ومن المقرر مناقشة اقتراح جديد ضد المشروع في نهاية يونيو.
المصدر: وكالات