من طنجة قال بيتر تومسون، المبعوث الخاص للأمم المتحدة حول المحيطات، إن القارة الإفريقية يمكنها أن تكتسب الكثير من التحوّل إلى “الاقتصاد الأزرق”، ويمكنها أن تخسر الكثير إذا لم تهتم به لأن “لا قارة صحية دونَ بحار صحية”.
جاء هذا ضمن فعاليات أول مؤتمر لـ”قمة إفريقيا الزرقاء”، الذي تنظمه أكاديمية المملكة المغربية بشراكة مع المنتدى العالمي للبحار و”الموسم الأزرق”، والذي حضره مسؤولون أمميّون وسياسيون ومدنيون وخبراء اقتصاديون من إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا.
وقال تومسون إن المجتمع الدولي دخل محطات متسارعة، بجنيف ونيروبي، من أجل “مواجهة الكوارث البيئية الكبرى لزمننا”، لكنها قرارات “ينبغي أن تأخذ مسار تفعيلها مِن قِبَل دول العالم”.
وشدد على الحاجة دوليا إلى “الصوت الإفريقي” حتى “نوقف هذا الجنون” من “أساطيل كبيرة تُفرِغ البحار فلا يجد الصيادون الصغار شيئا في شباكهم”، ولمنع “الصيد فوق المعقول”، علما أن مستوى الصيد حاليا يتجاوز النسبة المقبولة بـ30 في المائة.
وتحدث المبعوث الأممي عن فيجي التي يقطن بها وما يهدد جزرها، قائلا: “بدأنا بإعادة توطين ساكنة مناطق منها”، وهو تحد يمسّ المدن الساحلية في ظل الارتفاع المستمر لمستوى مياه البحار، وهو ما يهدد “نمط عيش مليار إنسان في العالم”.
وأكد أن الانتقال إلى “اقتصاد أزرق مستدام حقيقةً” ضرورةٌ عالمية تتطلب لقاء وتعاون “القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، بتمويل مشترك، في ظلّ مناخ يدمج الجميع”، مع اتخاذ قرارات علمية وتنزيلها على مختلف المستويات، مما يحتاج أيضا التعاون مع “الأكاديميَا” والاستناد على البحث العلمي.
وعدد تومسون “لحظات حقيقة” ماضية ومقبلة، تقرّر فيها “الاتفاق الدولي لتحسين علاقة الإنسان بالمحيط”، منها محطة قادمة ستجمع فرنسا وكوستاريكا في المؤتمر الذي سينعقد سنة 2025 لوقف تلوث السواحل والتلوث البلاستيكي.
ودعا المشاركين في قمة طنجة الإفريقية إلى أن يأخذوا إلى عواصمهم “رسالة الاستعجال هذه” لأن في القارة 54 دولة، و”إذا تحركت إفريقيا كوَحدة” يمكن اعتماد القرارات الأممية التي ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل الكرة الأرضية.
وأضاف أن الوقت حان لإحداث تحول في تمويل علوم البحار واقتصاد أزرق مستدام “من أجل اقتصاد دائري حقيقي، صديق للبيئة”، وهي “انعطافة ينبغي القيام بها وكأن حياة أحفادنا تعتمد عليها”.
المصدر: وكالات