آلام شديدة، تعب دائم وتشنجات على مستوى العضلات، أعراض لمرض يدعى “متلازمة الإرهاق المزمن”؛ وهو مرض يصفه متخصصون بالصامت ومجهول الأسباب وصعب التشخيص، ويتم التعرف عليه عن طريق ما يسمى بـ”تشخيص الإلغاء” “Diagnostic d’ilimination”؛ أي بعدما يتم إلغاء احتمال الإصابة بجميع الأمراض المعروفة.
تحدثت تقارير عديدة حول هذا المرض المزمن في مختلف الدول، وتطرقت لتأثيراته السلبية على المصابين به، وما يزيد من صعوبة التعايش معه هو عدم تمكن الأبحاث العلمية إلى حدود اليوم من الكشف بدقة عن كيفية تشخيص المرض وما إذا كان ينتمي إلى صنف الأمراض العضوية أو لائحة الأمراض النفسية أو هما معا.
الدكتور هاشم التيال، طبيب نفساني وأخصائي في التحليل النفسي، أكد في تصريح لهسبريس أنه يستقبل عددا من الحالات التي تعاني من أعراض هذا المرض، وإن كان التشخيص صعبا؛ إلا أن هؤلاء المرضى يؤكدون أنهم يشعرون بألم شديد وعياء مفرط لكن التحاليل الطبية التي يصفها لهم الأطباء لا تسفر نتائجها عن أي مرض، ما يدفعهم إلى التوجه نحو الطب النفسي للبحث عن علاج لا يصلون إليه في أغلب الأحيان ولكن يمكنهم من تخفيف معاناتهم بوصف بعض الأدوية والتوصية باعتماد أسلوب حياة معين وتغذية خاصة.
وقال الطبيب النفساني والأخصائي في التحليل النفسي إن المرض لا يزال مجهول الأسباب وصعب التشخيص على المستوى العالمي، مشيرا إلى أن ما يرصده الأطباء إلى غاية اليوم مرتبط بألم على مستوى عضلات الجسم والرقبة والظهر أساسا وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
وأفاد المتخصص ذاته بأن الأطباء من قبل كانوا يعتبرونه مرضا نفسيا ليس له علاقة بالأسباب المادية؛ إلا أنه بعد مدة ظهرت بعض التوجهات العلمية تؤكد أنه مرض يمكن تسجيله ضمن الأمراض العضوية صعبة التشخيص.
وما يلاحظ، حسب الطبيب، أنه مرض يصيب أساسا الأشخاص فوق الخمسين سنة والنساء أكثر من الرجال، مضيفا أنه بالإضافة إلى الشعور بألم وتعب دائمين تصاحب المرض بعض المشاكل المتعلقة بحساسية العضلات الشديدة، إذ يمكن لمجرد النوم على جهة معينة من جسم المصاب أن يتسبب له في ألم غير عادي، ناهيك عن ما يصاحب ذلك من مشاكل الأرق والنوم، وقد تزداد الأعراض المرتبطة به حدة خلال الفصول الباردة.
وفيما يتعلق بالعلاج المعتمد إلى حد الآن بالمغرب لمثل هذه الحالات، أكد الدكتور تيال أن بعض الأطباء يصفون أدوية تستعمل في حالات الانهيار العصبي، ويرافقون ذلك بحصص للعلاج النفسي، بالإضافة إلى حث المرضى على اتباع نظام غذائي وأسلوب حياة سليم وممارسة الرياضة والمشي حوالي 45 دقيقة لمدة خمسة أيام خلال الأسبوع.
كما يتم اللجوء إلى العلاجات النفسية الجسدية؛ كممارسة “اليوغا”، وبعض التمارين التي تجعل الأشخاص متحكمين في أجسادهم وفي الضغوط الممارسة عليها.
المصدر: وكالات