الأربعاء 22 نونبر 2023 – 11:00
في ظل استمرار التساؤلات والتكهنات حول مستقبل العلاقات الإسرائيلية مع عدد من الدول العربية، خاصة الدول الموقعة على اتفاقيات أبراهام، لفت تقرير حديث صادر عن “معهد لوي”، مركز أبحاث أسترالي، إلى أن “الحرب في غزة لم تستطع أن تدمر التطبيع حتى الآن”، مشيرا إلى أن “العلاقات العربية الإسرائيلية هي في أدنى مستويات، حيث انتقدت مجموعة من الدول سياسة إسرائيل وسط ضغوط شعبية لوقف العلاقات مع الدولة العبرية، إلا أنه من المدهش أن هذه العلاقات ما تزال سليمة إلى حد كبير”.
وأوضح التقرير الذي كتبته ليديا خليل، كاتبة سياسية مستشارة سابقة في وزارة الدفاع الأمريكية، على موقع “The interpreter” التابع للمعهد الأسترالي، أن “الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، على غرار المغرب ومصر والأردن والإمارات والبحرين، تتعرض لضغوط متزايدة من شعوبها لقطع هذه العلاقات وسط احتجاجات كبيرة على ارتفاع عدد القتلى المدنيين في قطاع غزة”.
وفي تفكيكها لأسباب “صمود العلاقات بين العرب وإسرائيل”، أوردت كاتبة التقرير أن “العديد من الدول العربية تشترك في كراهية حماس والقوى الإسلامية السياسية بشكل عام، إذ لا ترغب في شيء أفضل من تدمير حماس من أجل تحقيق أهدافها الأمنية والسياسية”، خاصة وأن “حماس حركة إسلامية تعود جذورها إلى فرع فلسطيني من جماعة الإخوان المسلمين”، مسجلة أن “بعض هذه الدول تشترك في وجهة النظر نفسها مع إسرائيل، المتمثلة في أن القوى الإسلامية المسلحة تشكل تهديدا وجوديا”.
كما أن هناك مجموعة أخرى من الأسباب ذات الطبيعة الأمنية المشتركة، يؤكد المصدر ذاته، مشيرا إلى أن “مصر على سبيل المثال، رغم انتقادها لإسرائيل لأسباب إنسانية، إلا أنها ترفض قبول اللاجئين الفلسطينيين وفتح معبر رفح بالكامل بسبب المخاوف من تمدد الصراع إلى حدودها المشتركة مع إسرائيل في سيناء حيث تواصل القاهرة قتال المتمردين الإسلاميين”، معتبرا أنه “كلما أسرعت إسرائيل في تحقيقها هدفها المتمثل في تدمير حماس، توقف تهديد الأخيرة ومعها الحركات المسلحة لمصر وغيرها من الدول العربية السنية، ذلك أن هذه الحركات طالما شكلت تحديا للأنظمة العربية”.
وإضافة إلى كل هذه العوامل، هناك عامل آخر مرتبط بـ”التهديد الإيراني”، حيث أبرز المصدر ذاته “وجود قلق مشترك بشأن إيران وسط احتمال توسع الصراع في غزة إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا”، مسجلا أن “مخططات إيران في المنطقة واستخدامها وكلاء مثل حماس وحزب الله والميليشيات في اليمن والعراق، ستظل مصدر قلق بالغ للدول العربية السنية”.
وقالت المستشارة السابقة في وزارة الدفاع الأمريكية إن “الوعود والفوائد الاستراتيجية والاقتصادية طويلة الأمد التي جلبتها اتفاقيات أبراهام لا تريد الدول الموقعة على هذه الاتفاقيات التخلي عنها بعد”، ونقلت عن مسؤول رفيع المستوى في إحدى الدول العربية المعنية قوله إن “الاتفاقيات هي مستقبلنا؛ ذلك أنها ليست اتفاقية بين حكومتين، ولكنها منصة نعتقد أنها يجب أن تغير المنطقة ليستمتع الجميع بالأمن والاستقرار والازدهار”.
وخلصت ليديا خليل إلى أن “أحد أهداف الهجوم الذي شنته حماس، هو تعطيل عملية التطبيع وإعادة تنظيم الدبلوماسية والأمن في الشرق الأوسط”، أي “استهداف الجهود المبذولة لتشكيل تحالفات إقليمية جديدة يمكن أن تهدد تطلعات الفلسطينيين وطموحات طهران الداعم الرئيسي للحركة”. وفي هذا الصدد، أشارت الباحثة إلى أن “حماس نجحت بالتأكيد في رمي الرمال في التروس، لكن في الوقت الحالي تفوق الفوائد المترتبة عن إعادة التنظيم المستمرة في المنطقة معارضة الحكومات العربية لملاحقة إسرائيل على حملتها العسكرية”.
المصدر: وكالات