شهدت سنة 2022 نقاشا واسعا حول موضوع التخدير والإنعاش بالمنظومة الصحية بالمغرب، لا سيما في ظل ما يعرفه هذا التخصص الحيوي من خصاص حاد في فئة الأطباء وسوء توزيعهم المجالي.
وفي هذا الصدد، اقترح عبد الإله السايسي، رئيس الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش، فتح ماستر متخصص في العلاجات المتقدمة في التخدير والإنعاش لفئة الممرضين المختصين في التخدير والإنعاش في الجهات التي تعرف الخصاص كحل يزكي ويقوي العرض الصحي.
واعتبر السايسي أن هذا التوجه من شأنه تجويد الخدمات الصحية وسيشكل استثمارا ضروريا الآن في هاته المرحلة الانتقالية، خصوصا مع قصور الحلول الأخرى والمتمثلة في طول المدة الزمنية التي يتطلبها تكوين الأطباء المختصين في هذا المجال.
وأوضح رئيس الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش لهسبريس أن المنشور الوزاري رقم 11. 68 في شأن استمرارية المرافق الاستعجالية شكل اعترافا بمجهودات ممرضي التخدير والإنعاش، وبالتالي وجب تنزيل هذا الاعتراف وبلورته؛ من خلال تثمين الرأسمال البشري الوطني ومواكبة الأوراش والمشاريع الاستراتيجية التي يشهدها قطاع الصحة ببلادنا، لاسيما تلك المتعلقة بإعادة هيكلة المنظومة الصحية الوطنية والتي تشكل دعامة أساسية لضمان التنزيل السليم لورش تعميم الحماية الاجتماعية.
وأضاف المتحدث ذاته أن التكوين المستمر من خلال فتح أسلاك الماستر في متخصص في العلاجات المتقدمة في التخدير والإنعاش لفئة الممرضين المختصين في التخدير والإنعاش يتماشى مع مخططات تعزيز وتطوير كفاءات وقدرات مهنيي الصحة على المستوى الجهوي، في عدد من المجالات والمحاور ذات الارتباط المباشر بتنفيذ التوجهات الاستراتيجية للوزارة؛ وذلك وفق مقاربة علمية وواقعية، تنبني على تحديد ودراسة كافة الحاجيات النوعية من التكوين لدى مهنيي الصحة، والاستجابة لها بالشكل الفعال والمناسب، من أجل النهوض بمجالات الحكامة والإدارة والتسيير وكذا الرفع من جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وأكد السايسي أن هذا المطلب أضحى ضرورة مستعجلة من أجل مواكبة المنشور الخاص لممرضي التخدير والإنعاش؛ من خلال إحداث ماستر متخصص في العلاجات المتقدمة في التخدير والإنعاش قصد تعزيز المعارف وتنمية القدرات والمهارات الضرورية، وكذا تعميق المعارف أو اكتساب معارف جديدة أو تنمية مهارات في مجال التخدير والإنعاش، تماشيا مع كل التطورات والتوصيات العالمية من أجل الرفع من جودة العلاجات في هذا المجال على غرار باقي الدول المتقدمة.
واستحضر رئيس الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش توصية جامعة مايو كلينيك للطب والعلوم الصحية الأمريكية التي جاء فيها أن ممرض التخدير وظيفة تتمتع بالاستقلالية التامة عن طبيب التخدير فيما يخص الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، كما تقبل أن تمارس بمعية طبيب التخدير أو تحت إشراف طبيب معالج (جراح، أو طبيب تخدير…).
وطالب السايسي وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتبني معطى الماستر في العلاجات المتقدمة في التخدير والإنعاش لفئة الممرضين المتخصصين في التخدير والإنعاش كرافعة أساسية موازية تضمن عدالة اجتماعية مجالية واستمرارية لكل المرافق الصحية التي تعيش على وقع الخصاص، معتبرا أن ذلك سيكون بمثابة اعتراف رسمي وقانوني بالمهام المنوطة بممرض التخدير والإنعاش في كل ربوع المملكة.
المصدر: وكالات