سعيٌ إلى توفير بديل ثقافي متاح الولوج رقميا تحمل همّه منصة يشرف عليها باحثان مغربيان في سلك الدكتوراه، أطلقا موقع “معلمة”.
في ظل تعدد وتضارب المصادر الممكنِ الاطلاعُ عليها في عالم الإنترنيت، وندرة الضبط في غياب معاييرِ العلمية، في النشر الرقمي، من قبيل التحكيم، تروم هذه المنصة الجديدة تقديم “محتوى معرفي وعلمي على شبكة الإنترنيت انطلاقا من مصادر ومراجع علمية رصينة، وتزوّد الباحث والقارئ بمعارف موثقة ومُحيَّنة حول المغرب والمجتمع المغربي وحضارته في مختلف الجوانب التاريخية والثقافية والحضارية والجغرافية والبشرية الاجتماعية والاقتصادية”.
وتجدد هذه المنصة مضامينَها وفق تصنيفات، هي: تاريخ المغرب، كتب ومؤلفات، الثقافة والفنون، شخصيات فكرية وثقافية، الحقل الديني، الحياة السياسية المغربية، مدن وحواضر، اليهود المغاربة، الأمازيغية، المعمار المغربي، الصحافة والإعلام، السياحة في المغرب، وجغرافية المغرب.
وعبر رابط “ma3lama.com” يمكن التعرف على الحكايات الشعبية المغربية، وتاريخ الممالك المغربية، وموسيقى “الغيوان” النابعة من عمق المجتمع، وجوانب معتمة في تاريخ البلاد مثل الحضور التاريخي للشيعة المغاربة، مع اهتمام بتاريخ مدن، ومسارات أعلام، راحلين وأحياء، والتنظيم السياسي التاريخي للبلاد، وتقاليد الأكل، والتدين، والعيش، والمشاهدات السينمائية المغربية أيضا.
أسامة خضراوي، باحث حاصل على الدكتوراه في الثقافة الشعبية من بين مشرفَين على المنصة، قال إن هذا المولود الرقمي الجديد ينشد “تقديم محتوى مغربي، حول الفكر والأعلام والثقافة المغربية بمختلف روافدها”.
وأضاف خضراوي في تصريح لـ هسبريس: “نهتم بفئة الشباب، ونتلمس الطريق، بمواد حديثة وجديدة، مع الاستناد على معياري الموثوقية والأمانة العلمية، بخلق محتوى يروق المتلقي والمغرب، ويتقدم به في صناعة المحتوى، في ظل الفقر الكبير رقميا في مثل هذه المواضيع”.
وسجل الباحث اعتماد المنصة “معيار الموثوقية” عبر الاعتماد على الكتب والمصادر المعروفَةِ مصداقيتُها؛ “حتى نقدمها للقارئ، لأنه ليس بليدا بل هو تائق إلى المعرفة الحقة، وله ملكة الانتقاء”.
وتابع المتحدث: “ما دفعنا إلى تأسيس الموقع والتعريف به هو أن مواضيعه نخبوية يلجها عادة الباحث، والأستاذ، والمهتم بالتاريخ والذاكرة المغربيين”، في وقت ينبغي فيه تعميم هذه المعارف؛ لأن هناك “كثيرا من الأمور التي نجهلها تاريخيا، كما توجد معارف مغلوطة، ورواسب خاطئة في الذاكرة ينبغي تصحيحها”.
المصدر: وكالات