اهتمام خاص أبدته الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الأربعاء بلقاء المنتخب المغربي لكرة القدم مع نظيره الفرنسي، مختارة التركيز، فضلا عن مغاربة المهجر، على الدلالات والأبعاد والخلفيات التي تحكم مباراة “صعبة” عن نصف نهائي “مونديال قطر 2022″، تُلعب مساء اليوم الأربعاء على أرضية ملعب “البيت”، في “أول مواجهة رسمية بين المنتخبين ضمن البطولات الكبرى”.
“مباراة للتاريخ”
“المغرب–فرنسا، إنها مباراة للتاريخ.. أو مباراة تجر تاريخا خلفها”، هكذا عنونت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية على صدر الصفحة الأولى من غلافها لعدد اليوم الأربعاء 14 دجنبر الجاري، مخصصة حوالي 8 صفحات للحديث عن الموقعة المرتقبة بين فريق أشرف حكيمي وصديقه الفرنسي كيليان مبابي.
ومن خلال سلسلة روبورتاجات لمبعوثيها، سواء من العاصمة الرباط أو مدن فرنسية متعددة (ليل، مونتروي، باريس، مارسيليا وغيرها)، سجلت اليومية الفرنسية ذاتها أن مباراة المنتخبين الفرنسي والمغربي، برسم نصف نهائي أكبر تظاهرة كروية عالمية، تشد أنظار الملايين و”تقسِم قلوب العديد على امتداد ربوع البلدين”؛ واصفة إياها بكونها “مباراة كرة قدم برهانات سياسية ودلالات رمزية مهمة”.
كما رصدت “ليبراسيون” من عواصم مغاربية وعربية، مثل الجزائر والدوحة، “دعما كاملا لعناصر الفريق الوطني في مباراة مواصلته الحلم المونديالي بنجاح”، مؤكدة أن أصدقاء حكيمي في مونديال قطر هم بمثابة “حاملي لواء أمة عربية وإفريقية برمتها”؛ بينما استقت شهادات جزائريين أكدوا تشجيعهم اللامشروط للمنتخب بقيادة الركراكي، كاتبة: “المغاربة إخوتُنا؛ لهذا ندعمُهم”.
“فريق فرنسي متجدد”
وفي تحليل مسهب، أكدت “ليبراسيون” أن “المنتخب الفرنسي، بقيادة ديشان، لا يعتمد بالضرورة على العناصر نفسها التي فازت بمونديال روسيا 2018”.
وتابعت الصحيفة ذاتها: “سيواجهون الفريق المغربي، المعتمد على دفاع حديدي وخطة لعب مُحكَمة جد فعالة”، قبل أن تلفت إلى أن “رفاق مبابي يدخلون المباراة وأعينهم على تكرار إنجاز مونديال 2018 بجيل لاعبين متجدد”. كما شددت على “غموض يتميز به أسلوب لعب المدرب الفرنسي ديشان” أكده المدافع فاران بالقول: “هذه الصعوبة في تحديد أسلوب لعبنا هي إحدى نقاط قوتنا”.
“من يُكمل حلم المونديال؟”
بدورها، تصدرت صحيفة “لوباريزيان”، في عدد الأربعاء، عناوين مباراة المغرب وفرنسا، التي اعتبرت أن هدفها بالنسبة لمبابي هو “بلوغ النهائي والدفاع عن لقب بطل العالم؛ لكن بعد تجاوز عقبة منتخب مغربي عتيد أفشَل كل التوقعات والانتظارات”.
كما أكدت الصحيفة ذاتها أنها مباراة ليست عادية، نظرا لأن “التاريخ يطرق أبواب منتخب الديكة”، مضيفة في صيغة تساؤل: “في مونديال2022، هناك حلم واحد؛ فمن سيعيشُه حتى النهاية؟”.
وفي مقال آخر من قلب الدار البيضاء، اعتبرت أن “المغرب يستعد للمباراة الأكثر جنونا في تاريخه”، مضيفة: “تنتظر الدار البيضاء، أكبر مدن المملكة، بفارغ الصبر مباراة نصف النهائي ضد فرنسا. يأمل الجميع خوض تجربة احتفال أجمل من كل تلك التي رافقت رحلة الأسود حتى الآن”.
وعرجت “لوباريزيان”، ضمن مقال آخر، على “احتمال غير مؤكد للغاية” يواجه إشراك اللاعب رابيو في المباراة؛ بينما لا تزال الشكوك تساور بقلق حالة أوباميكانو”.
ماكرون.. “المشجع الأول”
على الرغم من دعوة خصومه إلى المقاطعة وعدم الذهاب إلى قطر، سجلت الصحيفة ذاتها مؤكدة خبر “حضور رئيس الجمهورية الفرنسية في ملعب البيت بالدوحة لدعم المنتخب الأزرق”.
بينما يرتقب، حسب المصدر ذاته، برمجة “رحلة ثانية مخططة إذا تأهلت فرنسا إلى النهائي”، موردة انتقادات وجدلا في الأيام الأخيرة اندلع من طرف منتقدي ماكرون.
فرنسا تعول على الهجوم
بصورة من الحجم الكبير تظهر ألمع نجوم المنتخب الفرنسي (مبابي وديمبيلي وجيرو) خلال تداريبهم، اختارت “لوفيغارو” تصدير صفحتها الأولى من عدد الأربعاء، مع إرفاقها بعنوان عريض: “منتخب الزرق في الهجوم أمام المغرب”؛ في دلالة واضحة ومؤشر على صعوبة تفكيك شفرة صلابة خط الدفاع المغربي واستماتة ياسين بونو، حارس عرين الأسود.
وكتبت اليومية الفرنسية: “إنها مباراة عالية التوترات والضغوط تنتظر المنتخب الفرنسي يوم الأربعاء ضد فريق “أسود الأطلس” الذي فاجأ الجميع في المونديال”، خالصة إلى أن “الفوز سيعبد طريق أبناء ديشان إلى النهائي الثاني تواليا، وقد يمنح الديكة ثالث لقب عالمي”.
المصدر: وكالات