أضنة/ بيريز أوزباقر/ الأناضول
خبير الحياة البرية في الصندوق العالمي للطبيعة بتركيا محمد تورال للأناضول:
– جنس نسل السلاحف (ذكر أو أثني) يتحدد بدرجة حرارة الرمال في مكان وضع البيض.. والسلاحف الخضراء تضع بيضها بشكل رئيسي على سواحل شرق البحر المتوسط.
– السلاحف تعيش في المحيطات منذ أكثر من 100 مليون عام ولها دور لا غنى عنه ومتكامل في صحة النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية
قال خبير الحياة البرية في الصندوق العالمي للطبيعة بتركيا محمد تورال إن ارتفاع درجات الحرارة بسبب الاحتباس الحراري قد يؤثر على حياة السلاحف البحرية الخضراء الصغيرة، ويشكل خطرا على بقاء هذا النوع في المستقبل.
حديث تورال جاء ضمن تقييم أجراه، في حديث مع مراسل الأناضول، حول السلاحف البحرية الخضراء الصغيرة في محمية آق ياتان بقضاء قره طاش في ولاية أضنة جنوبي تركيا، حيث يتم بذل جهود للحفاظ على السلاحف البحرية الخضراء.
وفي 16 يونيو/ حزيران من كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للسلاحف البحرية بهدف لفت الانتباه إلى أهميتها وزيادة الوعي بالتهديدات التي تتعرض لها.
وأضاف تورال أن السلاحف البحرية تعيش في المحيطات منذ أكثر من 100 مليون عام، ولها دور لا غنى عنه ومتكامل في صحة النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية.
وأشار إلى أن الأنشطة البشرية والاحترار العالمي خلال السنوات الـ200 الماضية شكلت على الدوام خطرا على السلاحف البحرية.
تورال أفاد بأنهم أجروا دراسات لحماية ومراقبة السلاحف البحرية على هذا الشاطئ (محمية آق ياتان) البالغ طوله 22 كيلومترا منذ عام 2006، ضمن بروتوكول للتعاون بين الصندوق العالمي للطبيعة في تركيا والمديرية الإقليمية للمحافظة على الحياة الطبيعية في أضنة.
وتابع أنهم يعملون سنويا على حماية مناطق انتشار السلاحف البحرية بين الأول من يونيو/ حزيران و15 سبتمبر/ أيلول.
و”يوميا، يستيقظ الفريق في الساعة الخامسة صباحا ويخرج لاكتشاف آثار السلاحف على الشاطئ، ونتبع المسارات التي نكتشفها ونحدد الأعشاش ثم الإحداثيات عبر نظام التموضع العالمي (GPS) قبل وضع أقفاص على الأعشاش لحمايتها من أذى الحيوانات البرية”، بحسب تورال.
وأشار إلى أن السلاحف البحرية الخضراء تنتمي إلى فئة الزواحف وتضع بيضها بشكل رئيسي على سواحل شرق البحر المتوسط.
وأوضح أن “السلاحف تخرج من الماء وتضع بيضها على الشاطئ، وتتراوح فترة حضانة البيض بين 45 و60 يوما حسب درجة الحرارة والرطوبة، وتصل الصغار إلى البحر مباشرة تحت تأثير ضوء القمر والنجوم، وغالبا ما يتغدى الصغار على الحيوانات الصغيرة والعوالق، لكن عندما تنضج تتحول إلى حيوانات عاشبة”.
وبالنسبة إلى تأثير الاحتباس الحراري في تحديد جنس تلك السلاحف، قال تورال إن جنس نسل السلاحف البحرية الخضراء يتحدد بدرجة حرارة الرمال في مكان وضع البيض، والتغير في الجنس بسبب ارتفاع درجة الحرارة قد يشكل خطرا على مستقبل هذا النوع من الحيوانات.
هجرة السلاحف
ووفقا لتورال فإن سواحل كل من أضنة ومرسين وهطاي وقبرص تمثل مناطق تعشيش مهمة للسلاحف البحرية الخضراء، التي تعتبر من الأنواع المهاجرة باستثناء فترة التفريخ.
وكشف عن أنهم وجدوا أن السلاحف التي أكملت فترة تفريخها تهاجر لقضاء الشتاء والحصول على الغذاء، وأن 19 أنثى بالغة من السلاحف، التي زودت بأجهزة استشعار متصلة بالأقمار الصناعية منذ 2016، انتقلت إلى سواحل شمال إفريقيا.
تورال أفاد بوجود 22 شاطئ تكاثر مسجل بين ولايتي موغلا (غرب) وهطاي (جنوب)، وأن شاطئ آق ياتان، الذي يضم تنوعا غنيا من النباتات والحيوانات مع بحيرة مساحتها 15304 هكتارات (الهكتار الواحد يساوي 10 آلاف متر مربع) وغابات وكثبانا رملية، يعتبر إحدى مناطق التكاثر النادرة للسلاحف البحرية الخضراء.
وأضاف أن شاطئ آق ياتان يعد كذلك أحد مراكز التعشيش لسلحفاة البحر كبيرة الرأس (الحَنفَاء)، والتي تبلغ نسبة أعشاشها نحو 2 إلى 3 بالمائة من العدد الإجمالي للأعشاش في المنطقة.
ولكي تضع بيضها، تأتي السلاحف البحرية الخضراء إلى الشاطئ نفسه كل عامين، بحسب تورال، مضيفا: “كما رأينا، وضعت السلحفاة بيضها، وبعد فترة حضانة من 45 إلى 50 يوما، ستغادر صغار السلاحف المكان وتتجه نحو البحر”.
وأردف أن “إناث السلاحف البحرية، التي تنضج بين 20 و25 عاما، ستعود إلى الشاطئ نفسه وتضع بيضها في هذا المكان الذي يعد مركز تجمع للسلاحف البحرية الخضراء”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات