“فاغنر” المتمردة على السلطة الروسية.. اسم برز في مناطق الأزمات

أنقرة/ الأناضول

– تأسست فاغنر كشركة أمن عام 2014 لدعم الانفصاليين الموالين لروسيا في إقليم دونباس الأوكراني.
– تقدر المخابرات البريطانية عدد قوات فاغنر النشطة في أوكرانيا بنحو 50 ألف جندي.
– تنتشر فاغنر في مالي ومدغشقر وموزمبيق والسودان وبوركينا فاسو وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى.
– في الشهور الأخيرة اتهم مؤسس فاغنر، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وقائد الجيش الروسي في أوكرانيا فاليري غيراسيموف بـ”الفشل” في أوكرانيا.

اشتهرت مجموعة فاغنر التي شنت تمردا مسلحا ضد السلطة الروسية بعد اتهامها القوات الروسية باستهدافها، بأدوارها التي لعبتها منذ تأسيسها في مناطق الأزمات في إفريقيا والشرق الأوسط.

وتأسست مجموعة فاغنر كشركة أمن عام 2014 لدعم الانفصاليين الموالين لروسيا في إقليم دونباس، حيث أسسها رجل الأعمال يفغيني بريغوجين الشهير بلقب “الشيف” بسبب توريد شركته الطعام لقصر الكرملين، برفقة الضابط السابق في المخابرات الروسية ديمتري أوتكين.

وصباح السبت، أعلن مؤسس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، دخول قواته مدينة “روستوف نا دون” الحدودية مع أوكرانيا، قبل التوجه إلى مدينة فورونيج.

ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب متلفز دخول فاغنر إلى مدينة “روستوف نا دون” ومحاصرة مقر عمليات المنطقة الجنوبية بـ”التمرد المسلح”.

ويتكون معظم عناصر المجموعة من محكومين سابقين، وشاركت في إرسال مقاتلين إلى مناطق صراع مختلفة في الشرق الأوسط وإفريقيا، بما فيها الحرب في سوريا، وأوكرانيا.

وتقدر المخابرات البريطانية عدد قوات فاغنر النشطة في أوكرانيا بنحو 50 ألف جندي، ما يشكل ربع عدد القوات الروسية الإجمالية.

مجموعة فاغنر التي لعبت دورا مهما في السيطرة على بعض المناطق في أوكرانيا، تُتهم أيضا بارتكاب “جرائم حرب” و”انتهاكات حقوق الإنسان”.

كما شاركت فاغنر من الناحية الفنية في أنشطة الشركات العسكرية الخاصة بشكل يخالف القوانين الروسية.

وصنفت الولايات المتحدة مجموعة فاغنر على أنها “منظمة إجرامية دولية”.

– العالم تعرف على فاغنر خلال ضم روسيا لشبه جزيرة القرم

منذ تأسيسها عام 2014 كمجموعة سرية تنشط في إفريقيا والشرق الأوسط تضم حينها قرابة 5 آلاف مقاتل وحتى اليوم حققت فاغنر نموا بشكل كبير.

وعرفت فاغنر عن نفسها للعالم لأول مرة خلال ضم روسيا لإقليم شبه جزيرة القرم الأوكراني بشكل غير قانوني عام 2014.

وعقب مرور شهر وعدة أيام على بدء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا العام الماضي، تمركز مرتزقة فاغنر في أراضي أوكرانية بتاريخ 28 مارس/ آذار 2022.

وبحسب مجلس الأمن القومي الأمريكي، فإن حوالي 80 في المائة من مقاتلي فاغنر في أوكرانيا هم محكومين سابقين، وأن لهذه المجموعة دور كبير في سيطرة روسيا على مدينة باخموت شرقي أوكرانيا.

وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، أعلن سابقا شراء مجموعة فاغنر أسلحة من كوريا الشمالية من أجل استخدامها في أوكرانيا.

– من إفريقيا إلى الشرق الأوسط

تشير التقارير إلى أن مجموعة فاغنر تنتشر في كل من مالي ومدغشقر وموزمبيق والسودان وبوركينا فاسو وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وفقا لتقارير صادرة عن مركز مكافحة الإرهاب في أكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية، شاركت مجموعة فاغنر في صراعات إقليمية بجانب أوكرانيا وقامت بأنشطة في العديد من الدول الإفريقية والشرق الأوسط حيث يمتد النفوذ الروسي.

إضافة إلى ذلك، قامت مجموعة فاغنر بإرسال مقاتليها إلى سوريا في عام 2015 لدعم نظام الأسد في الحرب هناك.

مرتزقة فاغنر تتواجد أيضا شرقي ليبيا لدعم قوات الجنرال خليفة حفتر، كما تتواجد في جمهورية إفريقيا الوسطى لحماية مناجم الألماس، فضلا عن تأمينها الحماية لمناجم الذهب في السودان، في حين تستعين حكومة مالي بمجموعة فاغنر لمواجهة المجموعات المسلحة بالبلاد.

وتدعي الخبيرة في “مجموعة فاغنر” بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “مركزها الولايات المتحدة”، كاترينا دوكسي، أن مجموعة فاغنر تعمل على تمويل نفسها من موارد الدول الضعيفة التي لا تستطيع مقاومة العقوبات المالية مثل العقوبات الأمريكية.

وتضيف أن فاغنر تعمل أيضا في تعدين الذهب والتهريب للحد من تأثير العقوبات الغربية.

– جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان

من جانب آخر، هناك ادعاءات ارتكاب مرتزقة فاغنر جرائم حرب وانتهاكات حقوق الإنسان في الدول التي تنتشر فيها.

في شهر يناير/ كانون الثاني، قال ضابط سابق منشق عن وحدة “المقاتلين المأجورين” بعدما تقدم بطلب لجوء في النروج، إنه شاهد على ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

وكانت النيابة العامة الأوكرانية قالت إن 3 جماعات مقاتلة في صفوف فاغنر قامت مع الجيش الروسي بتعذيب مدنيين أوكرانيين في أبريل 2022.

كما أشارت الاستخبارات الألمانية إلى احتمال قيام مرتزقة فاغنر بقتل مدنيين في مدينة بوتشا في مارس 2022.

ووفقا لبيان أعلنته البنتاغون في 2020، فإنه تم العثور على أدلة تؤكد قيام فاغنر بانتهاك حظر الأسلحة الصادر عن الأمم المتحدة وزرعها ألغاما وعبوات ناسفة في مدينة طرابلس اللبنانية ومحيطها بشكل يتجاهل سلامة المدنيين.

واتهمت الأمم المتحدة والحكومة الفرنسية مرتزقة فاغنر بالاعتداء الجنسي والنهب ضد المدنيين في جمهورية إفريقيا الوسطى.

– التوتر بين زعيم فاغنر وقادة روس

مؤسس فاغنر اتهم مرارا وتكرارا في الشهور الأخيرة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وقائد الجيش الروسي في أوكرانيا فاليري غيراسيموف بـ”الفشل”، كما اتهمهم بتزويد قوات فاغنر المقاتلة في أوكرانيا بأسلحة غير كافية بشكل مقصود.

وكانت وزارة الدفاع الروسية طالبت “التشكيلات التطوعية” في أوكرانيا بالتوقيع اتفاقيات معها بحلول نهاية يونيو الجاري، دون تحديد اسم تلك التشكيلات.

واعتبرت مجموعة فاغنر هذه الحركة بأنها محاولة للحكومة لبسط مزيد من السيطرة عليها.

والجمعة، اتهم بريغوجين الجيش الروسي باستهداف قواته، مهددا إياه بالرد، قبل أن يطلق تمرده المسلح.

وفتحت هيئة الأمن الفيدرالي دعوة ضد فاغنر بتهمة “التمرد المسلح”، بينما نفت وزارة الدفاع الروسية أنباء شن فاغنر هجمات على معسكراتها.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.