بيروت/ نعيم برجاوي/ الأناضول
قال مصدر لبناني مطلع رفيع المستوى للأناضول إن الجانب اللبناني أكد للوسيط الأمريكي آموس هوكستين، الإثنين، تمسك بيروت بالخط 23 الحدودي وكامل حقل “قانا” النفطي وعدم مشاركة استخراج الغاز وعائداته مع إسرائيل.
ويتنازع البلدان على منطقة بحرية تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا وهي غنية بالنفط والغاز، وخاضا سابقا مفاوضات غير مباشرة لترسيم الحدود بوساطة أمريكية ورعاية الأمم المتحدة.
وفي اليوم الثاني من زيارته لبيروت، التقى هوكستين في قصر بعبدا الرئاسي الإثنين مع كل من الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأضاف المصدر، طلب عدم نشر اسمه، أن “الرؤساء الثلاثة (عون وميقاتي وبري) أكدوا موقف لبنان من مسألة ترسيم الحدود، بعدما استمعوا من هوكستين إلى نتائج زيارته الأخيرة لإسرائيل”.
وأوضح أن “القادة الثلاثة أكدوا على ثلاث نقاط، هي أن لبنان متمسك بالخط 23، وبكامل حقل قانا، ويرفض مشاركة إسرائيل باستخراج الغاز من هذه البقع أو تبادل العائدات المالية معها”.
والجزء الشمالي من حقل “قانا” يقع في البقعة الجغرافية البحرية رقم 9 وضمن الخط 23 الذي يعتبره لبنان حدوده البحرية وفقا للخرائط المودعة لدى الأمم المتحدة، فيما يوجد الجزء الجنوبي ضمن الخط 29.
وقدم الوفد اللبناني، خلال إحدى جولات المفاوضات، خريطة جديدة تشير إلى أن حدود البلاد هي الخط 29 وتدفع باتجاه 1430 كيلومترا إضافيا للبنان، وهو ما رفضته إسرائيل وأدى إلى توقف المفاوضات.
وأفاد المصدر بأنه “بالنسبة إلى البقعة الجغرافية البحرية رقم 8 (ضمن الخط 23) وما تردد بأن الإسرائيليين يريدون حصة فيها، فإن الموقف اللبناني الموحد هو أن لبنان يتمسك بكامل البقعة البحرية ضمن حدوده”.
ووفق وسائل إعلام لبنانية، بينها قناة “أم تي في”، فإن هوكستين أتى إلى بيروت بطرح اسرائيلي يقضي بإعطاء لبنان حقل قانا كاملا مقابل الدخول أكثر في الخط 23 مع أجزاء من المنطقة رقم 8.
ونفى المصدر أن يكون هوكستين طرح أمام الرؤساء الثلاثة فكرة الاستخراج المشترك للغاز (بين لبنان وإسرائيل) وكذلك الأمر بالنسبة الى مبدأ التعويضات المالية المتبادلة.
ورأى أن “اللقاء مع هوكستين كان أفضل من اللقاءات السابقة.. الانطباع إيجابي، والفجوة الكبيرة التي كانت بين وجهات النظر في طور الردم”.
ورجح أنه “قد تكون هناك نتائج إيجابية قريبا، بعدما تتوضح النقطة المتعلقة بالطلب الإسرائيلي الذي يدور حول ضرورة وجود ضمانات في المنطقة الحدودية البحرية وعدم حصول تهديد أمني ضدها”.
واستطرد: “ولهذه الغاية، فإن الوسيط الأمريكي سيحاول إجراء مطابقة بين وجهتي النظر اللبنانية والإسرائيلية، على أن يعود بعد أسبوعين.. والتوجه هو لاستئناف المفاوضات في حال تم تذليل العقبات كافة”.
ومطلع يونيو/ حزيران الماضي، استقدمت إسرائيل سفنا مخصصة لاستخراج الغاز إلى حقل “كاريش” عند الحدود مع لبنان، ما أثار اعتراض الحكومة اللبنانية كون المنطقة متنازع عليها.
وأعلنت جماعة “حزب الله” اللبنانية، في الثاني من يوليو / تموز الماضي، إطلاق ثلاث طائرات مسيّرة غير مسلحة تجاه المنطقة المتنازع عليها مع إسرائيل عند حقل “كاريش”، فيما أعلنت الحكومة اللبنانية أن هذه المسيّرات خارج إطار مسؤولية الدولة.
وبعدها بأيام قليلة، حذر الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله من اندلاع حرب في حال لم يحصل لبنان على حقه من الغاز والنفط في تلك المنطقة البحرية، مشددا على أن الجماعة قادرة على “منع” إسرائيل من استخراجه.
وعقب اللقاء في القصر الرئاسي الإثنين، أعرب هوكستين عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
وهذه هي المرة الرابعة التي يزور فيها هوكستين لبنان خلال حوالي عام، في محاولة لاستكمال وساطة واشنطن لحل النزاع الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل.
وبين أكتوبر / تشرين الأول 2020 ومايو / أيار 2021 عقد الطرفان خمس جولات من المحادثات في مقر الأمم المتحدة بمنطقة الناقورة جنوبي لبنان، إلا أن المحادثات جُمدت لاحقا بسبب خلافات جوهرية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات