باريس/الأناضول
في خطوة ربما كانت متوقعة على خلفية الحرب الروسية المستمرة ضد أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية، الثلاثاء، عن خطة جادة وسريعة التنفيذ من شأنها تعزيز تواجدها العسكري في شرق أوروبا، لا سيما في كل من ليتوانيا وإستونيا ورومانيا.
وكشفت الصحافة الفرنسية أن ذلك القرار اتخذ مساء الإثنين من قبل رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، باقتراح من رئيس أركان القوات المسلحة، لكن وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو هو الذي أعلن عنه، الثلاثاء، أمام مجلس الشيوخ خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة.
وقال لوكورنو خلال جلسة الاستماع إن قرار ماكرون “بتعزيز وضعنا الدفاعي في الجانب الشرقي من أوروبا اتخذ في ضوء وضع الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) والقتال العنيف الدائر في أوكرانيا”.
3 دول تحت مظلة باريس
وكشفت موقع “ويست فرانس” أنه في إطار خطة تعزيز التواجد الفرنسي في شرق أوروبا، ستنشر باريس في رومانيا وحدة عسكرية معززة بمركبات القتال المشاة المدرعة (VBCI)، بالإضافة إلى سرب قوامه 8 دبابات من طراز (ليكليرك) الفرنسية على أن تظل 4 دبابات على الأرجح في الاحتياط.
وأوضح أن باريس تخطط لزيادة عدد قوات مهمتها العسكرية في رومانيا المسماة “Aigle” بنحو 200 جندي إضافيين.
وتقود فرنسا بالفعل مهمة الناتو في رومانيا التي تضم حاليا 350 جنديا فرنسيا، بالإضافة إلى قوات بلجيكية وهولندية.
كما تتضمن الخطة الفرنسية نشر مقاتلات رافال في ليتوانيا لتوفير الدعم الجوي اللازم.
وبينما لم يتم تحديد عدد المقاتلات المقرر نشرها وفق الخطة، وامتنع أيضا مكتب وزير الدفاع عن الإفصاح عن العدد، لكن من المتوقع نشر 4 مقتلات بحيث يكون هناك طائرتان في الخدمة، وفقًا لمعايير الناتو، حسب المصدر ذاته.
وفي السياق، تخطط باريس لنشر وحدة عسكرية صغيرة مكونة من 120 جندي في إستونيا معززة بمركبات غريفون، تنضم إلى أخرى تعمل بالفعل كجزء من مهمة “لينيكس” التابعة لحلف الناتو في قاعدة تابا شمالي البلاد.
ومنذ نهاية أبريل/نيسان 2019، تنشر فرنسا كتيبة عسكرية قوامها 300 جندي في إستونيا لتعمل إلى جانب القوات المسلحة الإستونية وشركاء آخرين في الناتو، استمرارًا لنهج باريس في الالتزام تجاه حلفائها في حلف شمال الأطلسي.
ومن المنتظر أن تبدأ باريس في تنفيذ خطتها في رومانيا خلال الأسابيع المقبلة، على أن تنشر الكتيبة الجديدة في إستونيا خلال العام المقبل.
ووفقا لتقديرات وزارة الدفاع الفرنسية، فإن جهود تعزيز الموقف الدفاعي لحلف شمال الأطلسي في دول الشرق ستكلف الميزانية الفرنسية ما بين 600 و 700 مليون يورو هذا العام، وفقا لما نشرته صحيفة “لوبوان” الفرنسية.
وتسببت موسكو، الإثنين، في تصاعد حدة القتال مع تنفيذ هجمات صاروخية ضد عدد من المدن الأوكرانية بينها العاصمة كييف، بعد هدوء نسبي ساد العاصمة لنحو عدة أشهر.
وأعلن تهيئة الطوارئ الأوكرانية، الثلاثاء، أن عدد ضحايا الهجمات الروسية الأخيرة على عدد من المدن وصل إلى 19 قتيلا و105 جرحى.
وأوضحت الهيئة في بيان أن الهجمات الروسية الأخيرة استهدفت مناطق سكنية عديدة، وأسفرت عن تعطل وصول التيار الكهربائي إلى 301 حي سكني.
وجاءت الهجمات الروسية غداة اتهام الرئيس فلاديمير بوتين المخابرات الأوكرانية بتنفيذ “هجوم إرهابي” على جسر كيرتش (القرم) الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
وقال بوتين، خلال اجتماع مع ألكسندر باستريكين، رئيس لجنة التحقيق الروسية، مساء الأحد، إنه “ما من أدنى شك في أنه هجوم إرهابي استهدف تدمير موقع حساس في البنية التحتية الروسية”.
ولم تعلن كييف مسؤوليتها بشكل صريح عن تفجير الجسر، لكن نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني ميخائيل بودولاك، قال إن التفجير كان مجرد “البداية”.
ومنذ 24 فبراير/ شباط الماضي، تشن روسيا هجوما عسكريا في جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات