أنقرة / محمد تارهان / الأناضول
** وزير الخارجية فوبكه هوكسترا:
ـ استضافة أنقرة لمؤتمر “ويتنبرغ” التركي ـ الهولندي فرصة مهمة في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية
ـ الجميع موافق على أن مخاوف تركيا الأمنية مشروعة بخصوص طلب السويد وفنلندا الانضمام للناتو
ـ تركيا مهمة للمستثمرين الهولنديين ولدى البلدين إمكانات كبيرة لزيادة التجارة وفرص التعاون في مجالات أكثر
ـ الكثير من الحكومات في أوروبا بالإضافة إلى الولايات المتحدة تسعى إلى مساعدة أوكرانيا عسكريا
أشاد وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا، بالدور التركي “المهم” في المفاوضات الروسية الأوكرانية، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية أنقرة بالنسبة إلى مستثمري بلاده.
جاء ذلك خلال حوار أجرته الأناضول مع الوزير الهولندي في العاصمة أنقرة، التي زارها للمشاركة في المؤتمر التركي ـ الهولندي التاسع “ويتنبرغ”.
** هولندا وتركيا
وقال هوكسترا، إن دور أنقرة كان مهماً في المفاوضات الروسية الأوكرانية، متقدماً بالشكر إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، إزاء ذلك.
وأشار إلى أنه أجرى “مباحثات مفصلة مع تشاووش أوغلو حول أمن واستقرار أوكرانيا وسبل منع تعريض السلم بالقارة الأوروبية للخطر”.
والأربعاء، قال هوكسترا في مؤتمر صحفي مشترك مع تشاووش أوغلو في أنقرة، إن استضافة تركيا لمؤتمر “ويتنبرغ” التركي الهولندي، “يعتبر فرصة مهمة في سبيل تعزيز العلاقات الثنائية”.
وأشار إلى أن العلاقات التركية الهولندية “تشمل مجالات واسعة، أبرزها التعاون في مكافحة الهجرة (غير النظامية)، والأمن، والاقتصاد”، مؤكدا “إصرار البلدين على تطوير العلاقات”.
وأضاف أن بلاده تعتقد أن تركيا “محقة في تصريحاتها بخصوص الإرهاب”، مؤكدا أن “كل دولة لديها مسؤولية في مكافحة الإرهاب”.
وكان تشاووش أوغلو قال خلال المؤتمر ذاته، إن “الجميع موافق على أن مخاوف تركيا (الأمنية) مشروعة بخصوص طلب السويد وفنلندا الانضمام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)”، مشددا على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة بشأن مخاوف أنقرة التي يؤكد الجميع وجوب تبديدها.
ولفت إلى أن الجميع وحلفاء الناتو يعلمون مسوغات موقف تركيا حيال طلب البلدين الانضمام للناتو، مبينًا أن بلاده أظهرت بالأدلة الدعم المقدم للإرهاب في البلدين.
وأوضح تشاووش أوغلو أنه بحث هذه المسألة مع نظيره الهولندي، مضيفًا: “الجميع موافق على أن مخاوفنا مشروعة، ويقولون بضرورة تبديدها، لذا يجب اتخاذ خطوات ملموسة بخصوص ذلك”.
من ناحية أخرى، شدد هوكسترا، على “أهمية تركيا بالنسبة للمستثمرين الهولنديين، معرباً عن سعادته بعمق ومتانة العلاقات بين البلدين”.
وأضاف: “تركيا عنصر عمل واستثمار مهم في هولندا”، مشيراً إلى أنه يرى أن لدى البلدين “إمكانات كبيرة لزيادة التجارة وفرص التعاون في مجالات أكثر ولذلك ترغب هولندا في مواصلة اتجاهات الاستثمار والتجارة الثنائية”.
** الدعم العسكري لأوكرانيا
وأعرب هوكسترا في حديثه للأناضول، عن تقديره وإشادته بـ”شجاعة الأوكرانيين وتفانيهم في الدفاع عن حريتهم”، مؤكدا “أهمية مساهمة هولندا مع كل حلفاء الناتو في ذلك”.
وأضاف: “ما يحدث في أوكرانيا له انعكاسات ونتائج تؤثر علينا أيضاً ولذلك فإن من الأمور المهمة التي يتعين على هولندا القيام بها مع حلفائها في الناتو تعزيز جناحنا الشرقي”.
وأردف: “بذلك سيمكننا الدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو وهذا هو سبب زيادة هولندا وجودها في ليتوانيا وسلوفاكيا، لأنها ترى ذلك مسؤولية مشتركة يجب تحملها”.
وبشأن ما إذا كانت أمستردام تبحث تزويد كييف بمنظومة الدفاع الصاروخي “باتريوت” قال هوكسترا، إن “الكثير من الحكومات في أوروبا بالإضافة إلى الولايات المتحدة تسعى لمساعدة أوكرانيا”.
وأكد أن “أهم مساعدات يمكن تقديمها لأوكرانيا حالياً هي العتاد العسكري، لأنه إذا نجحت في الدفاع عن نفسها جيداً في ساحات الحرب فسيكون موقفها أقوى على طاولة المفاوضات”.
وأشار هوكسترا، إلى أن هولندا “تدرس بعناية كل الطلبات التي تتلقاها من أوكرانيا”.
وأضاف أنهم ناقشوا الأمر مع ألمانيا وأنهم يحاولون “مساعدة أوكرانيا بكافة الأسلحة التي تحتاجها”.
وبخصوص ما إذا كانت هولندا تلقت أي تحذيرات أو تهديدات مباشرة من روسيا بخصوص ذلك (تزويد كييف بمنظومة باتريوت) قال هوكسترا: إن “الحرب الدائرة في أوكرانيا هي عدوان من دولة على أخرى”.
وأضاف أن “روسيا اختارت انتهاك القوانين الدولية وارتكبت كل أنواع الجرائم في أوكرانيا وقصفت المدن وقتلت المدنيين والعسكريين”.
وشدد هوكسترا، على “أهمية الحديث أمام الرأي العام العالمي عن الجرائم التي ارتكبتها روسيا في أوكرانيا وعلى مساعدة أوكرانيا بالسلاح والمساعدات الإنسانية واستضافة اللاجئين وفرض العقوبات على روسيا كما فعلت الكثير من الدول على رأسهم هولندا”.
وأشار إلى “عزمهم مواصلة دعم شركائهم في الناتو”، معربا عن أمله “في رؤية توسع الحلف بانضمام فنلندا والسويد”.
وعن تأثيرات نصب منظومة باتريوت التابعة لهولندا في سلوفاكيا على أمن بلاده قال هوكسترا، إن ذلك خطوة “مهمة لتعزيز قوة الجناح الشرقي للناتو”.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجوما على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعتبره الأخيرة “تدخلا في سيادتها”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات