عادت العملات المشفّرة الرئيسية إلى استقرارها بعد اتخاذ السلطات الأمريكية تدابير طارئة للحد من آثار انهيار بنك وادي السيليكون (SVB)، وذلك بعدما أعرب بعضهم عن قلقهم إزاء ارتباط شركة Circle المُصدرة للعملة المستقرة “USD Coin” بالبنك، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز اليوم.
واستعادت “USD Coin”، المعروفة أيضًا باسم USDC، عافيتها بعد أن سجّلت أدنى مستوى لها على الإطلاق يوم السبت، إذ وصل سعرها إلى 87 سنتًا، وهو يُعتبر رقمًا مُنخفضًا للعملة التي ترتبط بالدولار بنسبة 1:1. كما شهدت عملة البيتكوين ارتفاعًا بنسبة 6% إلى 23,350 دولارًا، وهو ارتفاع يزيد عن 13% من أدنى مستوياتها التي سجّلتها يوم أمس. وحذر المحللون من أن السوق لا يزال عرضة للاضطرابات، على الرغم من التدابير التي اتخذتها الولايات المتحدة.
وفي إعلان أدلى به الرئيس التنفيذي لشركة سيركل المصدرة لعملة USD Coin، جيريمي ألير، يوم الأحد، قال إن إيداعات الشركة المقدرة بقرابة 3.3 مليارات دولار لعملة USDC المحجوزة في بنك SVB، التي تمثل قرابة 8% من إجمالي الإيداعات، ستكون متاحة بالكامل عندما تفتح البنوك الأمريكية يوم الاثنين. وقال أيضًا إن عمليات الشركة بالنسبة لـ USDC ستكون مفتوحة للأعمال، وذلك بفضل الاتفاقية الجديدة التي عقدتها الشركة مع بنك Cross River Bank.
كما شهدت شركات التعدين الرقمي مثل Riot Blockchain و Marathon Digital ارتفاعًا يفوق 11%، فيما ارتفعت شركة تداول العملات المشفرة Coinbase Global بنسبة 6.3%.
ومع ذلك، حذر المحللون من أن السوق لا يزال عرضة للاضطرابات على الرغم من التدابير التي اتخذتها الولايات المتحدة، إذ قال رئيس إستراتيجيات بورصة العملات الأجنبية في RBC Capital Markets في سنغافورة، آلفين تان: “إن الأسواق ما زالت غير مستقرة بسبب انهيار بنك وادي السيليكون، ويبدو أن حالة عدم الاستقرار ستستمر خلال الأيام القادمة”.
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
ويُظهر تأثر العملات المشفرة بأزمة بنك وادي السيليكون الارتباط الوثيق بين تلك العملات والنظام المصرفي التقليدي، وهو ما يُشير إلى أن العملات المشفرة التي ظهرت كوسيلة لفك الارتباط المالي بالبنوك التقليدية، لم تنجح تمامًا في هذه المهمة.
وكان بنك وادي السيليكون، الذي يعد الوجهة المفضلة للشركات الأمريكية الناشئة في مجال التقنية، قد تصدر عناوين الأخبار خلال اليومين الماضيين وذلك بعد انهياره، تاركًا عملاءه ومستثمريه في وضع صعب. وانهار المصرف، الذي يواجه سحبًا غير اعتيادي للودائع وأزمة في رأس المال، صباح الجمعة وسيطر عليه المنظمون الفيدراليون.