جدول المحتويات
افضل انواع الاضاحي بالترتيب واعمارها، فالأضحية سنة واردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل عام على المسلمين، فهل هنالك نوع أفضل من نوع أو هي جميعًا سواء في الثواب، في هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي مع بيان أفضل ما يمكن للمسلم أن يضحي به في شهر ذي الحجة، إضافة للوقوف على بعض الأمور المتعلقة بالأضحية مثل شروطها وغير ذلك.
افضل انواع الاضاحي بالترتيب
لقد اختلف العلماء حول أفضل أنواع الأضاحي بحسب نوعها على أقوال، فلما كان ما يجوز أن يُضحّى به على ثلاثة أنواع، كان لكلّ نوع من هذه الأضحيات مرتبةٌ معيّنة، وذلك بحسب اجتهاد العلماء، فالأضحية تجوز بالبدنة أو البقر أو الغنم، والبدنة هي الإبل، والغنم هي الضأن والماعز، وقد وضع العلماء لكلٍّ من هذه الأضحيات شروطًا لصحّة التضحية بها، وكذلك مايَزُو بينها وفضّلوا بعضها على الآخر واختلفوا في ذلك، فكان لهم في ذلك ثلاثة أقوال:[1]
القول الأول
الأفضل في الأضاحي على الترتيب البدنة، ثمّ البقرة، ثم الشاة، وهذا ما عليه الشافعية والحنابلة والظاهرية، وبه قال بعض المالكية، وفي تفصيل ذلك فقد جاء عن الإمام الشافعي: والإبلُ أَحبُ إليَّ أن يُضَحَّى بها من البقر، والبقر من الغنم، والضأنُ أَحبُ إليَّ من المعز.[1]
وقد ورد عن الماوردي قوله: أفضل الضحايا الثني من الإبل، ثم الثني من البقر، ثم الجذع من الضأن ثم الثني من المعز، وعليه فقد اتفق الفريق الأول من العلماء على أولوية الإبل ثمّ البقر ثمّ الضأن ثم الماعز أخيرًا، ودليل أصحاب هذا القول قوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.[2][1]
شاهد أيضًا: حكم الاضحية ابن باز
القول الثاني
رأى أصحاب هذا القول أن الأفضلية في الأضحية تكون للضأن ثمّ البقر ثمّ الإبل، وهذا ما عليه المالكية، وما اعتمدوه في مذهبهم، وقد نُقل عن الإمام الخرشي من المالكية أنّ الضّأن بإطلاقه على اختلاف أنواعه أفضل من الأضحية الماعز، وأنّ الأضحية الماعز على إطلاقها أفضل من الأضحية الإبل أو البقر.[1]
ومن المالكية من قال إنّ أفضل الأضحية الغنم ثمّ الإبل ثمّ البقر، فقدموا الإبل على البقر، وقد احتجّ أصحاب هذا القول -أي تقديم الغنم على غيره- بقوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}،[3] وقد كان هذا الذبح العظيم كبشًا، ولم يحصل هذا الوصف لغيره، والله أعلم.[1]
شاهد أيضًا: ما حكم الاضحية للمطلقة
القول الثالث
أمّا أنصار هذا القول، فوجدوا أنّ أفضل الأضحية ما كان أكثرها لحمًا وأطيبها، وهذا ما عليه الحنفية، فعلى هذا القول تكون الشاة أفضل من سبع البقرة، لكن إن كان سبع البقرة أكثر لحمًا فهو أفضل، وأمّا إذا استوت الأضحيتان في اللحم والقيمة، فالأفضل بينهما هي الأطيب لحمًا.[1]
وعليه، فإنّ مضمون هذا القول أن ينظر المضحي إلى اللحم وقيمته، فإن استويا في الأضحيتين، فإنّ الأطيب لحمًا هي الأولى بالذبح، وإن اختلفتا في اللحم وقيمته فإنّ الأولى أن تذبح الأفضل، وقد احتج أصحاب هذا القول بما جاء عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في قوله: “إنَّ أفضلَ الضحايا أغلاهَا وأسمنُها”،[4] والله أعلم.[1]
شاهد أيضًا: حكم الاضحية على المقتدر
أعمار الاضاحي
لقد اختلف العلماء فيما بينهم في العمر المجزئ في الأضحية، فكان هنالك قول للجمهور ولبعض السلف والخلف من أئمة المسلمين، وتفصيلها كما يأتي:
القول الأول
اتفق جمهور العلماء على أنّ المجزئ من البقر والإبل والغنم هي الثنية فما فوق ذلك، وهي في الإبل ما أتمّت خمس سنوات، وفي البقر سنتان، وفي الغنم سنة، وأجازوا في الغنم الجذع وهو ما أتم نصف عام، وقد استدلّ جمهور العلماء بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”.[5][6]
شاهد أيضًا: كم عمر الأضحية من الغنم
القول الثاني
وهو قول الإمام الزهري من السلف، ووافقه ابن حزم من الخلف، فقد رأى أنّ الجذع من الضّأن أو من غيره لا يجزئ في الأضحية، وبذلك قال ابن عمر رضي الله عنهما، وقد احتج ابن حزم بحديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- وفيه: “أنَّ خَالَهُ أَبَا بُرْدَةَ بنَ نِيَارٍ، ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ هذا يَوْمٌ اللَّحْمُ فيه مَكْرُوهٌ، وإنِّي عَجَّلْتُ نَسِيكَتي لِأُطْعِمَ أَهْلِي وَجِيرَانِي وَأَهْلَ دَارِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَعِدْ نُسُكًا، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ عِندِي عَنَاقَ لَبَنٍ هي خَيْرٌ مِن شَاتَيْ لَحْمٍ، فَقالَ: هي خَيْرُ نَسِيكَتَيْكَ، وَلَا تَجْزِي جَذَعَةٌ عن أَحَدٍ بَعْدَكَ”.[7][6]
شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة أن تذبح الأضحية
القول الثالث
وبه قال الأوزاعي، فرأى أنّ الجذع من الضّأن والإبل والبقر والماعز يجزئ، ونقل ذلك عن عطاء بن أبي رباح من التابعين، ويحتج الأوزاعي على أجزاء الجذع مطلقًا في الأضحية حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه: “أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أعْطَاهُ غَنَمًا يَقْسِمُهَا علَى صَحَابَتِهِ ضَحَايَا، فَبَقِيَ عَتُودٌ، فَذَكَرَهُ للنبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: ضَحِّ أنْتَ بهِ”،[8] والله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية
شروط الأضحية
لقد نصّ الإسلام على مجموعة من الشروط التي ينبغي أن تتوفّر في الأضحية كي تجزئ وتصح، ومن هذه الشرط ما يأتي:[9]
- أن تكون الأضحية من الأنعام؛ فتكون من البقر أو الغنم أو الإبل أو الماعز فقط.
- أن تبلغ الأضحية السن المشروع لها، والذي يجزئ به التضحية.
- سلامة الأضحية من العيوب التي تمنع من صحّتها.
- أن تكون الأضحية ملكًا للمضحي غير مغصوبة ولا مسروقة ولا نحو ذلك، وألّا يكون فيها حق للآخرين كالرهن ونحوه، وفي المسألة تفصيل يُنظر في المصادر الفقهية.
شاهد أيضًا: حكم دفع قيمة الاضحية للجمعيات الخيرية
الفرق بين الهدي والأضحية
إنّ الفرق بين الهدي والأضحية هو أنّ الهدي يكون في مكة أو منى أيام النحر، وذلك عندما يحرم الرجل أو المرأة بالعمرة في أشهر الحج، ثم يحجّ أو يحجّ بقران فإنّه يجب عليه الهدي، وهو ذبيحة من الغنم أو سبع من الإبل أو سبع من البقرة، وذلك لقوله تعالى: {فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}،[10] فقوله تعالى {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} هو إما شاة من ثني المعز، وإمّا من جذع الضأن، وإمّا من سبع البدن، وإمّا من سبع البقرة.[11]
ومن لم يستطع فصيام عشرة أيام، ثلاثة منها في الحج ويستحب أن تكون قبل يوم عرفة، وسبعة إذا رجع إلى أهله، أمّا الأضحية فهي سنّة أيام العيد، وهي الذبيحة التي يذبحها الناس في بلدانهم عن أنفسهم وعن أهليهم بنية التقرّب من الله عزّ وجل، فالهدي شيءٌ يجب على الإنسان إذا حجّ متمتّعًا، أما الأضحية فهي سنّة مؤكدة للمستطيع.[11]
شاهد أيضًا: هل يجوز الأضحية عن الميت
وإلى هنا يكون قد تم مقال افضل انواع الاضاحي بالترتيب واعمارها بعد الوقوف على أقوال العلماء في أفضل ما يمكن التضحية به من الأنعام، وبعد الوقوف كذلك على شروط الأضحية وأعمار الأضاحي والفرق بين الهدي والأضحية.
المراجع
- ^
shamela.ws , المفصل في أحكام الأضحية , 03/07/2022 - ^
سورة الحج , الآية: 36 - ^
سورة الصافات , الآية: 107 - ^
الجامع الصغير , السيوطي، رجل، رقم الحديث: 2205، حديث صحيح. - ^
صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبد الله، رقم الحديث: 1963، حديث صحيح. - ^
shamela.ws , المفصل في أحكام الأضحية ص54 – 55 , 03/07/2022 - ^
صحيح مسلم , مسلم، البراء بن عازب، رقم الحديث: 1961، حديث صحيح. - ^
صحيح البخاري , البخاري، عقبة بن عامر، رقم الحديث: 5555، حديث صحيح. - ^
islamqa.info , شروط الأضحية , 03/07/2022 - ^
سورة البقرة , الآية: 196 - ^
binbaz.org.sa , الفرق بين الأضحية والهدي , 03/07/2022