قصه عن تعاون النبي مع اصحابه

قصه عن تعاون النبي مع اصحابه، لا يكتفي المسلم بسماع قصص الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لعظمتها وجمالها وما فيها من استشعار لجميل أخلاقه ومواقفه، فيبحث الكثير عن مواقفه مع أهله وصحابته وأعدائه وغيرهم بهدف الاقتداء به والتمسُّك بسنته لنيل شفاعته -عليه الصلاة والسلام-، وسيروي موقع مقالاتي مجموعة من القصص في أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم-.

قصه عن تعاون النبي مع اصحابه

حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين على التعاون لكونه أحد الأخلاق الإسلامية التي تساهم في بناء مجتمعات متماسكة يسودها الحبّ والعطاء فضلًا عن سيرته العطرة المليئة بالمواقف التي تثبت ذلك، ويمكن التعرُّف على بعض مواقف النبي -صلى الله عليه وسلم- وتعاونه مع أصحابه من خلال ما يلي:[1]

تعاون النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الصحابة -رضوان الله عليهم- من المهاجرين والأنصار في حفر الخندق حول المدينة المنورة، فروى أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّهم كانوا يحفرون الخندق وينقلون التراب بأنفسهم ويرددون: نحن الذين بايعوا محمَّدًا على الإسلام ما بقينا أبدًا، فيجيبهم النبي -صلى الله عليه وسلم- قائلًا: اللَّهمَّ إنَّه لا خير إلَّا خير الآخرةْ فبارك في الأنصار والمهاجرةْ.

قصة قصيرة عن تعامل الرسول مع أصحابه

إنّ من أعظم النعم التي جاءت بها الشريعة الإسلامية نعمة الحبّ في الله التي تمّ من خلالها توثيق العلاقات بين المسلمين منذ بداية الدعوة ليتحوّل حالهم من متقاتلين متباغضين إلى إخوة متحابين، ومن صور هذا الحب تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه كما ورد في السيرة النبوية من قصص ومنها:[2]

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يشارك أصحابه في مصائبهم وأزماتهم، ويخفف عنهم بتبشيرهم بالثواب والنعيم المقيم في الجنة فضلًا عن حله لتلك المشاكل حلًا عمليًا، ومثال ذلك عندما جاءه عبد الله بن جحش يشكو إليه أبا سفيان عندما أخذ بيته في مكة وباعه بعد هجرته، فبشّره النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنّ الله سيعوّضه بدارٍ خير منها في الجنة.

شاهد أيضًا: قصه عن حلم النبي صلى الله عليه وسلم

قصة عن أخلاق الرسول مع الكفار

أدهش تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع المشركين والأعداء العالم أجمع، بالرغم من استطاعته ردّ الأذى بمثله، فلم يأت شخصية أرحم من النبي -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع الأعداء حتى أصبح المثال الحسن لذلك في العالم، ويتلخّص ذلك في العديد من المواقف والقصص منها:[3]

• عندما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة وضع ميثاقًا دقيقًا يحكم التعامل بين سكان المدينة؛ فألّف من خلاله بين المهاجرين والأنصار وجيرانهم اليهود، فأصبحوا كالكتلة الواحدة في وجه كل من أراد بأهل المدينة بسوء.
• عندما أسر المسلمون في معركة بدر نحو سبعين مشركاً أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة بأن يعاملوهم معاملةً حسنة قائلًا: “استوصوا بالأسارى خيرًا”.

قصة الرسول مع الطفل اليهودي

ثبت في الصحيحين أنّ غلامًا من اليهود كان يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم- وذات يومٍ مرض هذا الغلام فعاده النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيته كما روى أنس بن مالك -رضي الله عنه-، فجلس النبي -صلى الله عليه وسلم- عند رأسه وطلب منه أن يسلم، فنظر الغلام اليهودي إلى وجه أبيه الذي يجلس عند رأسه فقال أبوه أطع أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-، فأسلم الغلام وخرج النبي -عليه الصلاة والسلام- قائلًا: الحمد لله الذي أنقذه من النار.[4]

شاهد أيضًا: قصة موسى عليه السلام مختصرة للأطفال pdf

قصة الضب مع الرسول

ورد في صحيح مسلم أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أباح أكل الضبّ؛ إذ وُضع الضبّ على مائدة يجلس عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- فمدّ يده الشريفة -عليه الصلاة والسلام- ليأكل منه فقالت امرأة من الحضور: أخبرن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما قدّمتُنّ له، فقلن: هو الضبّ يا رسول الله، فسحب النبي -صلى الله عليه وسلم- يده فارغة ولم يأخذ منه شيئاً، فسأله خالد بن الوليد: أحرام الضب يا رسول الله؟، فقال -عليه الصلاة والسلام-: لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه، فأكل منه خالد بن الوليد ونظر إليه الرسول -عليه الصلاة والسلام- ولم يقل له شيئًا.[5]

شاهد أيضًا: قصه قصيره عن النبي مكتوبة

قصة الذئب مع الرسول

روى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّ ذئبًا تعدّى على شاة، وأخذها فطلبه الراعي بإرجاعها ثمّ انتزعها منه، فجلس الذئب وقال: ألا تتقي الله، تنزع مني رزقًا ساقه الله لي؟، فتعجبّ الراعي وقال: يا عجبي! مُقْعٍ على ذَنَبِه يكلمني بكلام الإنس؟، قال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ وأكمل قائلًا: محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق، فذهب الراعي مع أغنامه إلى المدينة وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فنادى النبي -صلى الله عليه وسلم- للصلاة وقال للأعرابي: أخبرهم، فأخبرهم وقال -عليه الصلاة والسلام-: “والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى تكلّم السّباع الإِنس، ويكلم الرجل عذبة (طرف) سوطه وشراك (سير) نعلِه، ويخبره فخذه بما أحدث أهلهُ بعده”[6].[7]

قصة عن إيثار الرسول لصحابته

روى سهل بن سعد -رضي الله عنه- أنّ امرأة قدّمت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بردة هديةً له، فقال -عليه الصلاة والسلام-: أتدرون ما هي البردة، قال الصحابة: نعم هي الشملة التي يتمّ النسج بداخلها، فقال الامرأة: يا رسول الله، لقد نسجتُ هذه البردة بيديّ لأكسيك بها، فقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- الهدية ولبسها وخرج على قومه بها، فرآها عليه أحد القوم وطلب من النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يعطيه إياها، فخلعها النبي -صلى الله عليه وسلم- وطواها وأرسلها إلى الرجل، بالرغم حاجته إليها آنذاك.

شاهد أيضًا: قصه عن الايثار مستشهدا بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم

قصة عن صبر النبي

ظهر صبر وحلم النبي -صلى الله عليه وسلم- في العديد من المواقف والقصص خاصةً التي تكررت مع الكفار والمشركين، ومن أبرز هذه القصص ما يلي:

كانت قريش معارضة جدًا لرسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- وحاولت جاهدةً منعه عن نشر رسالته التي أرسله الله تعالى بها، إذ اتبع كفار قريش العديد من الطرق والوسائل في ذلك كإغرائه -عليه الصلاة والسلام- بالنساء والمال وغيرها من أساليب الترغيب والترهيب، وذات يوم أرسلت قريش عمّه أبا طالب ليخبره بأن قريش ستُقدّم إليه كلّ ما يريده شرط التوقُّف عن هذه الدعوة، فقال النبي الحبيب -صلى الله عليه وسلم- جملته الشهيرة الدالّة على صبره الكبير: (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته، أو أهلك دونه).[8]

شاهد أيضًا: قصة عن حياء عثمان بن عفان للأطفال

قصص عن النبي pdf

يحتاج الأطفال إلى تنشئة صحيحة وسليمة قائمة على الإسلام والاقتداء بالحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، لذلك يتحتّم على الأبوين الحرص على إطلاع أطفالهم على سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقصصه ومواقفه التي تبيّن أخلاقه الحميدة والعظيمة التي لم يأتِ بأحسن منها بشرٌ قط، ويمكن الاطلاع على بعض النماذج من هذه السيرة العطرة “من هنا“.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تمّ من خلاله التعرُّف على قصه عن تعاون النبي مع اصحابه، بالإضافة إلى التطرُّق لسرد عدد من القصص التي تتحدث عن أخلاق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في العديد من المواقف.