كيف يعوض الله المطلقة المظلومة

كيف يعوض الله المطلقة المظلومة ، لقد شرع الله الزواج لإعمار الأرض، وقد أرسل الله رسالته السماوية على رسوله لنشر تعاليم كل ديانيه وأهمها هو التوحيد بالله، وحدد الله العديد من الحدود التي تحكم العلاقات بين البشر وأهمها هو الزواج، وكما جاءت رسالة الإسلام بضوابط الزواج وضعت أيضًا الطلاق ليكون حل لمنً تصعب الحياة بينهم. 

كيف يعوض الله المطلقة المظلومة

في الآونة الأخيرة تتعرض النساء للعنف من بعض الأزواج دون رحمة، وهذا ما رحمه الله عز وجل لذا شرع الله الطلاق حتَّى لا يستمر مثل هؤلاء الرجال في ظلم زوجاتهم فقد ورد في كتاب الله عز وجل حيثٌ قال: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}[1]، كما ورد أيضًا في قول الحق سبحانه: {لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ}[2]، وقد أكد الله على هذا الأمر أيضًا في الحديث القدسي: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا».

كما نهى وسولنا الكريم عن هذا الأمر حتَّى مع الحيوان فكيف يفعل بعض الرجال هذا الأمر كما كان آخر ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم قبل موته هو الرفق بالنساء فقد وصفهم بالقوارير لرقة مشاعرهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من ذنب أجدر من أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم»[3]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من ضار ضار الله به، ومن شاق به»[4]، كما يجب على كل الراجل أنّ يحسنون إلى النساء ويكونوا لهم خير عون، وإذا استحالت العشرة بينهما فيلجأ إلى ما شرعه الله عز وجل وهو الطلاق وأنّ يتمّ ذلك بالمعروف وقد قال الله تعالى: {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز للرجل المسلم الزواج من مسيحية

تجربتي مع كيف يعوض الله المطلقة

في المجتمعات الإسلامية انتهت بعض العلاقات الزوجية بالطلاق، وهذا ما أحله الله والشرع لنا لمنً تصعب الحياة بينهم، ويصل بهم الأمر إلى عدم القدرة على التحمل أو الاستمرار في هذه العلاقة، ولكن أكد الإسلام على أنّ يتمّ الانفصال بين الطرفين بالمعروف، ومؤخرًا يحدث غير ذلك فنجد كثير من الحالات من النساء المطلقات تعرضت للظلم، والبعض منهن يعرض تجربته مع الطلاق ومن هذه التجارب ما يلي: 

التجربة الأولى

تروي إحدى السيدات عن تجربتها مع الطلاق على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، أنّها حصلت على الطلاق بعد أنّ عاشت مع زوجها السابق تجربة قاسية، حيثُ قالت إنها تعرضت للإهانة من أهل زوجها واعتبرها مجرد خادمة لهم لا يحق لها أنّ تبدي رأي لأنّه يخالف رجولة الزوج، مع الوقت ازداد الخلاف بيننا وصعبت الحياة وزاد تداخلات أهل زوجي مما أدى إلى تفاقم المشاكل بصورة كان من الصعب علينا تجاوزها، الأمر الذي جعل هذه التجربة من إحدى الأوقات العصيبة التي مررت بها هو أنّي حصلت على الطلاق وأنّ حامل في بنتي، حيثٌ عرض على زوجي وقتها أنّ أتحمل كل هذه الإهانات أو أنّ أحصل على الطلاق وتتحمل مسؤولية مولودتها بعد الوضع. 

وعلى الفور اخترت أنّ أحصل على كرامتي وأنّ أتحمل مسؤولية مولودتي، بالفعل تمّ الانفصال بشكل رسمي، ومرت شهور الحمل إلى أنّ وضعت مولودتي وشعرت بمشاعر الفرحة التي غمرتها دموعي الذي اعتقد ما بحولي وقتها أنّها دموع الحزن على الفراق ولكنهم لم يعلموا أنّها دموع الفرحة على عوض الله لي بطفلتي، التي أنستني فور رأيتها أصعب اللحظات التي عشتها في حياتي.

وبدأت معها حياة جديدة ملؤها الفرح والسعادة، وما إنّ أتمت مولودتي شهرها الرابع قد رزقني الله بعمل مناسب لي فكٌنت أعمل من منزلي بجانب ابنتي ولم أتركها لحظة، ولأنّ الله واسع العطاء ويعوضنا على صبرنا بعد أنّ كبرت ابنتي تقدم لي رجل مطلق ولم يرزقه الله بالأولاد فقبلت الزواج منه وكان لي خير زوج ولا بنتي خير أب، ثمّ أكمل الله عوضي ورزقني بأولاد منه ونحن الآن نعيش معًا في جو عائلي يغمره الحب والحنان. 

التجربة الثانية

تروي إحدى الصديقات عن تجربة جارتها وصديقتها أنّ مرت بتجربة الطلاق وكان ذلك بعد مرور وقت قصير على زوجها إذا لم يستمر فترة زواجها سوى شهرين فقط، وتستمر في الحديث قائلة أنّ زوج جارتها قد تغير بعد الزواج مباشرة بسرعة كبيرة وتحول إلى شخص آخر سيئ الطباع، كما أنّها اكتشفت خيانته الزوجية لها وعلمت بعدها أنّه على علاقة بالعديد من النسا، وأضافت أنّها اكتشفت بخله الشديد عليها وكان ينفق أمواله على عاشقاته وعلى التبغ وكل ما هو محرم، لم تتحمل جارتي هذه الأمر وعلى الفور قررت الطلاق وانفصلت عن زوجها، وبعدها رزقها الله بزوج خيرًا منه ورٌزقت منه بأربعة أبناء.

التجربة الثالثة

تحكي إحدى الصديقات عن تجربة سيدة مطلقة تعرضت للظلم من زوجها قبل الطلاق وهي سيدة من نساء العائلة، حيثٌ روت قصتها بأنّ زوجها كان يضربها على أقل الأسباب وأحيانًا كثيرة بدون سبب وقد كان سيء الطباع كثيرًا واستمر تحملها لهذا الوضع السيئ إلى ما يقرب من عشرة أعوام، ومرت هذه الأيام عليها على أمل أصلحه، وقد رٌزقت منه بأربع أبناء الأمر الذي جعلها تتحمل كل هذه الإهانات للحفاظ على أبنائها من التشتت ولأنّها لا تعمل وليس لديها مصدر للإنفاق على أولادها. 

واستمر تتحمل طوال هذه السنين من أجل أبنائها إلى أنّ قرر زوجها الزواج مرة ثانية لأنّه يعلم أنّها سوف تقبل هذا الوضع، ولكنها قررت في هذه اللحظة الانفصال عنه وثارت على ضعفها وبالفعل وقع الطلاق، وأكملت حديثها عن تجربة صديقتها مع الطلاق حيثٌ قالت أنّها مرت بأيام صعبة في بعض الأيام لم تجد طعام لأولادها وعندما يتعرض أحدهم للمرض كانت لا تقدر على الذهاب به إلى الطبيب.

وبعد الطلاق أعطتها المحكمة كامل حقوقها وبالفعل بدأت حياة جديدة واستثمرت ما حصلت عليه من مال من ضمن حقوقها الشرعية التي حكمت بها المحكمة وبدأت مشروع صغير واجتهدت ليلًا ونهارًا إلى أنَّ نحج المشروع نجاحًا كبيرًا وتوسعت في مجالها وتمكنت من افتتاح العديد من الفروع لمشروعها واستطاعت أنّ تعلم أولادها إلى أنّ تخرجوا من الجامعة وتزوجوا وأصبحت الآن جدة. 

التجربة الرابعة

من ضمن تجارب الطلاق التي عاشتها بعض السيدات تروي سيدة أخرى تجربتها مع الانفصال، حيثٌ تزوجت من زوجها السابق بعد قصة حب كبيرة، واستمر الزواج لمدّة عامين، ولكن لم يرزقها الله بالأطفال لطلابها زوجها لهذا السبب الأمر الذي تسبب لها في جرح عميق وأزمة نفسية كبيرة، ولكن فترة قدم لها رجل توفيت زوجته وتركت لها ابن وابنة فقبلت الزواج وعاشت معه ومع أولاده في جو عائلي سعيد وذات يوم شٌعرت بألم شديد فأخذها زوجها للطبيب واكتشف الطبيب أنّها حامل فقد حقق الله أمانيتها وسوف تٌصبح أم وبعد مرور أشهر الحمل وضعت طفلها وعاش مع أخواته حياة سعيدة إلى أنّ مر العمر وكبر الأبناء ومات زوجها والآن أولاد زوجها يقدمون لله البر وفاءً لما فعلته من أجلهم. 

فضل الزواج من المطلقة

في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتسارع الرجال في الزواج من الأرملة والمطلقة وكان الزواج من المطلقة أمرًا محمودًا ولا يتشاءم منه أحد، فقد تزوج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بجميع نسائه كانوا جميعهم ثيبات ماعدا السيدة عائشة رضي الله عنها، لذا فإنّه من الإسلام أنّ يتزوج الرجال من السيدة المطلقة وتبدأ حياتها من جديد ولا تتوقف عن تجربة من المتوقع أنّ تكون قد تعرضت للظلم فيها. 

شاهد أيضًا: متى يحق للقاضي فسخ النكاح

وفي ختام موضوعنا قد تعرفنا على كيف يعوض الله المطلقة المظلومة ، كما تعرفنا على تجارب بعض السيدات التي مرت بهذه التجارب وكيف أنَّ الله لا يقبل الظلم وأنّ عوض الله كبير وعظيم.