ما حكم التبرع بالاعضاء في الاسلام

ما حكم التبرع بالاعضاء في الاسلام وما حكم التبرع بالجسد بعد الموت، حيث إن نقل الأعضاء من جسد إلى جسد، ومن مكان لآخر في الجسد نفسه بات شائعًا في هذا الزمن بتطور العلوم والطب والعلاج وغيره، وقد تطرق أهل العلم لهذه المسألة لبيان حكمها الشرعي في الإسلام، ومن خلال موقع مقالاتي سيتم التبيّن من مسألة رأي الشريعة الإسلامية في التبرع بالأعضاء للحي والميت.

ما حكم التبرع بالاعضاء في الاسلام

اختلف أهل العلم في مسألة التبرع بالأعضاء في الإسلام، وقد فصّلوا في هذه المسألة بين الإباحة والتحريم، ولكن الراجح في القول أنه مباح، وقد جعل أهل العلم التبرع بالأعضاء ليس على درجة واحدة فالعضو الذي يؤدي فقده إلى الموت لا يجوز التبرع به مهما كان، أما العضو الذي لا يهدد فقد الحياة بفقده، هو ما وقع فيه الخلاف بين جوازه وعدم جوازه بيه أهل العلم، وقد فصّل مجمع الفقه الإسلامي في هذه المسألة، فقال أن التبرع بالأعضاء تكون إما من حي، وإما من ميت وإما من الأجنة، والتفصيل جاء بأنه يجوز نقل العضو من ذات الجسد لنفسه، كنقل الجلد للضرورة والحاجة، ويجوز نقل عضو من جسد إلى جسد آخر إن كان يتجدد تلقائيًا هذا العضو، ويحرم نقل كل عضو تتوقف عليه الحياة، أو أن يفقد الإنسان بنقله قدرة ما أو وظيفة حيوية، أو يترتب عليه ضرر له، ويجوز نقل العضو من الميت إلى الحي إن كانت حياة الحي تتوقف على هذا النقل والله أعلم.[1]

حكم التبرع بالأعضاء إسلام ويب

ورد في موقع إسلام ويب أنّ التبرع بالأعضاء لا يخلو من أمرين، أن يكون المتبرع على قيد الحياة، فينقل منه عضوه وهو حي، أو أن يتبرع بعضوه وهو حي لكن يتم النقل بعد موته، وهو ما يعرف بالتبرع بعيد الأجل أي بعد الموت، وقد فصل أهل العلم في الصورة الأولى فالعضو الذي يهدد نقله حياة المتبرع أو يشكل خطورة عليه، فلا يجوز نقله أبدًا ولا التبرع به، وذلك لأنه يشكل تهلكة وخطراً على المتبرع، فالتبرع يقصد به دفع الضرر عن المريض، ولا يكون دفع الضرر بإحداث ضررٍ مثله، أما لو لم يترتب على نقل العضو ضرر فلا حرج في ذلك، أما التبرع بعد الموت فالراجح جوازه على أن لا يتم بيع الأعضاء أو قبض ثمنها والله أعلم.[2]

حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت للمسلم وغير المسلم

ذكر أهل العلم ثلاثة شروط لإباحة التبرع بالأعضاء بعد الموت، وتلك الشروط هي كما يأتي:[3]

• أن يكون الأعضاء التي يتبرع بها المسلم لا تؤثر على الأنساب والموروثات، كالخصيتين والمبيضين والأجهزة العصبية.
• أن يتم التبرع مع وجود أهلية المتبرع كاملة، أي أن يكون المتبرع راشدًا عاقلًا، ولا يجوز التبرع بأعضائه ما لم يكن كذلك ويتبرع هو بإرادته المحضة.
• أن يستفيد من الأعضاء التي تم التبرع بها معصوم دم، أي مسلم أو كافر مسالم غير حربي، فالكافر الحربي لا يجوز أن يتبرع له المسلم بأي شيء لا عضو جسم ولا مال ولا غيره؛ لأنه يستعين به على قتال المسلمين وحربهم، أما الكافر الغير حربي، فتجوز عليه الصدقة وحتى يجوز التبرع له بالأعضاء والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: ما حكم تمني الموت والدعاء على النفس بالموت

حكم التبرع بعضو من الأعضاء حال الحياة أو الموت

كما ورد أن التبرع بالأعضاء في الحياة أو في الموت فيه خلاف بين أهل العلم، وقد وضعوا له عدة شروط وضوابط وأحكام، لا بدّ من مراعاتها عن التبرع بالأعضاء في حال الحياة، وفي حال الموت حتى، فلإباحة ذلك لا بد أن يكون الضرر الذي سيتم التخلص منه أكثر بكثير من الضرر الذي سيلحق بالمتبرع، وأن لا يكون هنالك ضرر كبير على المتبرع مهما كان تأثيره على المنقول إليه، وأن يكون المتبرع راشدًا عاقلًا، وغير ذلك من الشروط، لكن من أهل العلم الذين قالوا إنه لا يجوز التبرع بالأعضاء، لأنها ليست ملك الإنسان، حتى يتبرع بها، بل إن الجسد أمانة من الله عند المخلوق والله ورسوله أعلم.[4]

حكم بيع الأعضاء

لا يجوز للمسلم أن يبيع عضوًا من أعضائه أبدًا، فشروط البيع في الإسلام أن يملك المسلم ما يبيعه، ولو لم يملك ما يبيعه لم يكن البيع صحيحًا، والبيع في هذه الحال باطل، وأعضاء الإنسان والجسد ليست ملكًا للإنسان إنما ملكها لله -سبحانه وتعالى- ولا يؤذن للمخلوق أن يبيع ما لا يملكه، وبيع المسلم أعضاء جسمه يكون امتهانًا له ومخالفة لتكريم الله للعباد والله ورسوله أعلم.[5]

بهذا نصل لنهاية مقال ما حكم التبرع بالاعضاء في الاسلام، حيث تم بيان هل يجوز التبرع بالجسد في حال الموت والحياة، وما حكم بيع أعضاء الإنسان وقبض ثمنها في الإسلام.

المراجع

1. ^
   islamqa.info , حكم التبرع بالأعضاء , 12/07/2022
2. ^
   islamweb.net , حكم التبرع بالأعضاء , 12/07/2022
3. ^
   islamqa.info , حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت للمسلم وغير المسلم , 12/07/2022
4. ^
   binbaz.org.sa , حكم التبرع بعضو من الأعضاء حال الحياة أو الموت , 12/07/2022
5. ^
   islamweb.net , حكم بيع أعضاء الإنسان , 12/07/2022