ما موقف اهل الطائف من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم

ما موقف اهل الطائف من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، اشتملت دعوة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- على الدعوة إلى شرع الله -تبارك وتعالى- ومكارم الأخلاق وتعريف الناس بمصالحهم، وكل ما ينفعهم في حياتهم، وبعد مماتهم لإخراجهم من الظلمات إلى النور، ومن خلال هذا المقال سوف يتحدث موقع مقالاتي عن دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأهل الطائف وموقفهم منها.

دعوة الرسول في الطائف

بعد الأذى والتكذيب الذي تعرّض لهما أشرف الخلق -عليه الصلاة والسلام- في مكة قرّر الانتقال من الدعوة في مكة والتوجُّه إلى الطائف باعتبارها المدينة الثانية بعد مكة المكرمة ولقربها منها كما في قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}[1]، ولوجود قبيلة ثقيف التي تُعدّ من أقوى قبائل العرب قديمًا، والتي يُعدّ إسلامها من عوامل القوة للمسلمين آنذاك، فذهب النبي -عليه الصلاة والسلام- ومعه زيد بن الحارثة إلى الطائف مشيًا على الأقدام في شهر شوال بعد بعثته بعشر سنوات.[2]

ما موقف اهل الطائف من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم

بعد وصول النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف بدأ يدعوا ويطلب النصرة من ثلاثة إخوة من رؤساء قبيلة ثقيف، فلم يستمعوا له وأعرضوا عن دعوته واتجه إلى غيرهم، بقي النبي -عليه الصلاة والسلام- في الطائف عشرة أيام ولم يلقَ أي استجابة حتى أنّ سفاءهم قاموا بإيذائه جسديًا ونفسيًا، وعليه فإنّ موقف أهل الطائف من دعوته -عليه الصلاة والسلام- هو:[2]

• كان موقفًا قاسيًا، إذ قاموا بطرد النبي -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- وأمر صبيانهم بوصفه بالجنون وضربه واتباعه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفتين.

شاهد أيضًا: قصه عن تعاون النبي مع اصحابه

دعاء الرسول على أهل الطائف

أخذ زيد بن حارثة -رضي الله عنه- ينصر النبي -صلى الله عليه وسلم- ويعينه ويدافع عنه بعد الأذى الذي تلقّاه من أهل الطائف، وكان ردّ النبي -عليه الصلاة والسلام- كما ورد في سيرته العطرة دعاؤه الشهير، كما يلي:[3]

اللهم إليك أشكو ضَعْف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تَكِلُني؟  إلى بعيد يَتَجَهَّمُنِى؟  أم إلى عدو ملكته أمري؟  إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سَخَطُك، لك العُتْبَى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.

البستان الذي جلس فيه الرسول في الطائف

شهد الأذى الذي تلقاه النبي -صلى الله عليه وسلم- من أهل الطائف ابنا ربيعة وهما من أعيان الطائف، فعطفا على النبي وأرسلا له غلامًا نصرانيًا من نينوى اسمه عدّاس ومعه طبق فيه عنب، فجلس النبي -صلى الله عليه وسلم- مع عداس في بستان في عين مثنى بالطائف، والذي يسمّى حاليًا بمسجد عداس على طريق وادي وج.

شاهد أيضًا: تحميل خطبة مكتوبة عن نصرة النبي في ذكرى المولد النبوي

قصة عداس النصراني مع الرسول

قدّم الغلام النصراني عدّاس العنب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وجلس معه في بستان في الطائف، فمدّ النبي -صلى الله عليه وسلم- يده ليأكل من العنب قائلًا: «باسم الله» وأكل منه، فاستغرب عداس قائلًا: “إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد” فسأله -عليه الصلاة والسلام-: «من أي البلاد أنت؟  وما دينك؟» فقال: “أنا نصراني من أهل نِينَوَى”، فأجابه -عليه الصلاة والسلام-: «من قرية الرجل الصالح يونس بن مَتَّى»‏ فاستغرب عداس: “وما يدريك ما يونس ابن متى؟”، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «ذاك أخي، كان نبيًا وأنا نبي»‏ فأقبل عداس يقبّل رأس وأيدي وأرجل النبي -عليه الصلاة والسلام- وأسلم.[4]

شاهد أيضًا: ركزت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة على

ما الدروس المستفادة من رحلة الرسول إلى الطائف

بعد تأمل الرحلة الشاقة التي قام بها النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى الطائف وما نتج عنها من آلام نفسية وجسدية يمكن استخراج الكثير من الدروس والعبر التي يستفيد منها المسلم في حياته وهي:

• صبر النبي -صلى الله عليه وسلم- على المحن التي تعرّض لها بعد الأمل الكبير بنصرته من أهل الطائف.
• رضى النبي -صلى الله عليه وسلم- واحتساب هذه الشدائد في سبيل الدعوة.
• إشفاق النبي -صلى الله عليه وسلم- على أهل الطائف لعدم استجابتهم إلى طريق الحق.