يعشق الأرقام والعمليات الحسابية منذ نعومة أظافره، وعلى الرغم من سنه الصغير، إلا أنّه دائمًا ما يلتفت للأرقام والإحصائيات المختلفة، فـ يُفتش في أرقام وإحصائيات لاعبي الكرة أو عدد ما سجلوه من أهداف، ويمتد الأمر أحيانًا إلى الاهتمام بسنة الميلاد وأطوال اللاعبين، حتى نجح الصغير في أن يكون أصغر طالب مصري يحصل على عضوية قائمة الشرف الدولية بسنغافورة.
أصغر طفل يحصل على عضوية دولية بسنغافورة
إسراء حسن والدة الطفل ياسين أحمد نشأت، تروي لـ«الوطن» كواليس حصول نجلها صاحب الـ8 سنوات على عضوية قائمة الشرف الدولية بسنغافورة، بعد أن نجح في تحقيق أعلى عدد نقاط في مسابقات الماث والبرمجة الدولية في المرحلة الابتدائية ضمن أربعة طلاب مصريين فائزين بنقاط Steam الدولية من إجمالي 567 طالب، إلا أنّه جرى تأجيل دعوته للمنحة المقرر انعقادها في جزيرة بالي بإندونيسيا، تقول الأم: «أعلى نقط المفروض يحصل عليها الطالب في المسابقة 4 نقاط، وياسين حصل على 7 نقاط، بس تأهيله للمنحة هيتأجل لأنّهم بيدوها للطلاب من سنة رابعة ابتدائي فما فوق».
مجموعة مسابقات تابعة للمركز الدولي بسنغافورة، شارك بها الطالب «ياسين» وحقق فيها مراكز عالمية، كانت عبارة عن 4 مسابقات للماث وأخرى للبرمجة، إذ حقق في المسابقة الأولى المركز الأول على مستوى العالم، وخلال رحلة الطالب بمسابقات المركز يحصل على مجموعة من النقاط تؤهله أن يكون له الأحقية في الحصول على عضوية قائمة الشرف: «خلال المسابقات دي بيحسبوا سكور معين عشان يشوفوا مين أحق أنّه ياخد العضوية وياسين خد 7 نقاط، وكان أصغر واحد حصل على العضوية في مصر».
وكان «ياسين» قد بدأ في تلقي كورس UC MAS «يوسي ماس» منذ أن كان طالبًا في مرحلة الروضة، بعدما لاحظ والداه شغفه بالأرقام والإحصائيات، وتفكيره في حل المسائل الرياضية التي لاتعتمد على طريقة واحدة، وفي مرحلة عمرية أكبر؛ حرص الوالدان أن يلتحق الابن بكورس خاص بالبرمجة كونه يعتمد في الأساس على الأرقام والخوارزميات: «ياسين كان بيحل المسائل العادية وبيفكر فيها بأكتر من طريقة ومش بيعتمد على طريقة واحدة في الحل وأول حاجة دايمًا بتلفت نظره هي الأرقام، وبيحب يعرف كل الإحصائيات».
«ياسين» يحلم أن يصبح جراحًا
وبخلاف عشقه لمادة الحساب، يحب «ياسين» أيضًا مادتي اللغة الإنجليزية والعربية، إذ كان حفظ القرآن الكريم عاملًا أساسيًا في تقوية اللغة العربية لديه، كما يهوى ممارسة السباحة، ومتابعة كرة القدم في الدوريات المختلفة، ويحلم أن يصبح طبيبًا جراحًا: «هو لحد دلوقتي نفسه يكون دكتور جراح باعتبار أنّ أنا ووالده في مجال الطب، بس نفسه يطوّع البرمجة ويدخلها في الأجهزة الطبية اللي بيستعملوها في الطب».
وعلى الرغم من تحقيقه عضوية دولية هامة، إلا أنّ صاحب الـ8 سنوات لا يزال غير مدرك حجم الإنجاز الذي حققه بالمسابقة، تقول «إسراء»: «هو لسة مش مدرك إن المسابقة حاجة كبيرة، حتى يوم التكريم قالي هو أنا عملت إيه، لأنّه كمان مش بينهبر أوي بحاجة عملها، ودايمًا محافظ على صلاته وممنوع يمسك الموبايل فترات طويلة»، وعن أمنياته في الحياة تقول والدته: «لما بسأله بتدعي لنفسك بإيه بيقولي بدعي لينا كلنا أنّنا نروح الجنة ونفسه يبقى عالم ويكون عنده حاجة مميزة يقدمها للناس».
وكان كرم ناصر شعبان وكيل وزارة التربية والتعليم بالدقهلية، كرّم الطالب ياسين أحمد نشأت بالصف الثاني الابتدائي بمدارس دلتا مودرن للغات، بديوان عام مديرية التربية والتعليم بالدقهلية، بعد حصوله على عضوية قائمة الشرف الدولية بسنغافورة، وقدم وكيل الوزارة الشكر والتقدير لأسرته ومدرسته على دعمهم له وصقل موهبته ورعايته.