في تمام الساعة الثانية عشر ظهرًا، وبعد دخول وقت أذان الظهر، اعتاد طلاب مدرسة الرسالة بمحافظة الفيوم ومدرسوها الخروج إلى دورات المياه يتوضأون، ثم يصطفون جنبًا إلى جنب في فناء المدرسة لأداء صلاة الظهر في جماعة، يؤمهم أحمد دكروري مدير المدرسة، في عادة سنوية أرست قواعدها الإدارة منذ 15 عامًا.
تاريخ الصورة يعود إلى عام 2018
صورة لطلاب المرحلة الإعدادية يرتدون زي المدرسة عبارة عن تيشيرت باللونين الكحلي والأبيض، يصطفون خلف مدير المدرسة في أثناء أداء صلاة الظهر، التقطتها عدسات الكاميرات وتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تاركين المغزى الرئيسي من الصورة، ومنتقدين ألوان وشكل التيشيرت بشكل يسئ للطلاب، وهو ما رفضه مدير عام المدرسة، مؤكدًا أنّ تاريخ الصورة قديم يعود إلى عام 2018، كما أنّ هذا الزي الذي يرتديه الطلاب ليس وليد العام الحالي.
يقول أحمد دكروري مدير مدرسة الرسالة الخاصة «عربي»، إنّه اعتاد أن يؤم الطلاب والمدرسين يوميًا مع بداية كل عام دراسي لأداء الصلاة في فناء المدرسة: «الطلاب اتعودوا على أداء الصلاة بشكل يومي كل سنة، فـ حتى تلاقيهم بيقفوا لوحدهم وبسرعة عشان عارفين إنّ ده وقت الصلاة، ورغم إنّ الصورة المنتشرة القديمة إلا أنّ ده المعتاد من المدرسة كل سنة».
لم تكن الصورة المنتشرة لأداء الفريضة ضمن مراسم الاحتفال بالعام الدراسي الجديد، لكنها عادة جرى إرساء قواعدها منذ 15 عامًا وحتى الآن لتهذيب الطلاب وتعويدهم على الانضباط والالتزام وروح الجماعة وغرس القيم الحميدة بداخلهم، بحسب «دكروري»، وبعد الانتهاء من أداء الصلاة يتسنى للطالب الاستمتاع بوقت «البريك» وأداء النشاط الرياضي وتناول الطعام وخلافه من الأنشطة الترفيهية.
ويقول مدير المدرسة إنّه لم يلتفت إلى التعليقات السلبية التي طالت الزي الخاص بطلاب المرحلة الإعدادية، الذي وصفه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأنّه أشبه بـ«زي الحرامية»: «الزي شيك وجميل جدًا ومن أفضل الأزياء المدرسية على مستوى المحافظة، وبقاله كتير جدًا الطلاب بيلبسوه مش جديد، ومفكرتش في تغييره لأنّ فيه ضوابط وقوانين للتغيير، لازم لما يعدي عليه المدة بتاعته نغيره».
حفل ترفيهي للطلاب في أول أيام الدراسة
وليس البنين فقط من تحرص المدرسة على التزامهم بأداء صلاة الجماعة في موعدها، إذ لفت مدير المدرسة إلى أنّه يتم تخصيص مكانًا مغلقًا للفتيات لأداء صلاة الظهر في جماعة بداخلها، كما حرصت المدرسة في أول أيام الدراسة على توزيع «الدباديب» وتورتة لكل فصل تحمل شعار المدرسة في حفل ترفيهي، بعد أن يلقي «دكروري» تحية العلم بنفسه ويردد خلفه الطلاب والمعلمين والمعلمات.
وبخلاف الزي المدرسي للطلبة، حرصت أيضًا الإدارة المدرسية على تخصيص زي موحد للمعلمين والمعلمات وأفراد الأمن والعاملات بالمدرسة، حتى تكون المدرسة واجهة مُشرفة في المحافظة: «طلاب وتلاميذ المدرسة دايمًا بيكونوا من الأوائل، احنا مطلعين دكاترة وضباط ومدرسين وقادة البلد كلهم طالعين من المدرسة»، بحسب «دكروري».