لم يكن تتويج نادي ريال مدريد الإسباني بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على حساب ليفربول الانكليزي الفصل الأخير للموسم الاوروبي الكروي، إذ تستمر الاثارة مع انطلاق عجلة منافسات مسابقة دوري الأمم الأوروبية في نسختها الثالثة، حيث تستعد فرنسا بطلة مونديال روسيا 2018 للدفاع عن لقبها القاري تمهيدًا للعرس الكروي العالمي «مونديال 2022».
كان يمكن لقرار نقل مونديال 2022 حتى نهاية العام الحالي منح اللاعبين فرصة الحصول على فترة راحة أطول من المعتاد، ولكن بخلاف المتوقع ستكون المباريات الدولية التي تستمر حتى منتصف يونيو الحالي محطة مرهقة جديدة، حيث يمكن أن يصل عددها إلى أربع لكل منتخب.
دفعت كثافة المباريات والتعب البدني والارهاق رابطة اللاعبين المحترفين «فيفبرو» الأسبوع الماضي إلى دق ناقوس الخطر، معتبرة انه لا يتوجب على اللاعبين المحترفين خوض أكثر من 55 مباراة في الموسم.
سبق لمدافع ليفربول الدولي الاسكتلندي أندي روبرتسون أن خاض هذا الكم من المباريات قبل الانضمام إلى منتخب بلاده لخوض أمس الأربعاء الملحق الاوروبي المؤهل إلى مونديال 2022 ضد أوكرانيا.
وفي حال خرج المنتخب الاسكتلندي فائزًا، سيواجه ويلز في كارديف الأحد لمقعد في العرس الكروي العالمي، لكن مع واجب خوض ثلاث مباريات في دوري الامم الأوروبية بعد استحقاقه المونديالي، منها اثنتان أمام أرمينيا وواحدة ضد جمهورية إيرلندا ضمن منافسات المجموعة الأولى من المستوى الثاني.
قال روبرتسون مؤخرًا «هذا كثير بعد موسم حافل للجميع»، مضيفًا «تطلب من اللاعبين الحصول على 8 أو 9 أيام عطلة فقط، واعتقد أن هذا غير عادل».
وبدوره، وبعدما قاد ريال للفوز بالمسابقة القارية الأم، التحق المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة بمنتخب «الديوك» الذي يستعد لخوض 4 مباريات ضمن منافسات المجموعة الأولى من المستوى الأول.
وتستهل فرنسا حاملة لقب مونديال روسيا 2018 مبارياتها على أرضها بمواجهة الدنمارك غدا الجمعة، قبل أن تحل تواليا ضيفة على كرواتيا ثم النمسا في 6 و10 الشهر الحالي، لتعود وتستضيف كرواتيا في 13 منه.
وفي وقت يستعد لاعبو المدرب ديدييه ديشان للدفاع عن لقبهم في المونديال، يقع على عاتقهم بداية مهمة الدفاع أيضا عن لقب دوري الأمم بعدما احرزوا لقب النسخة الثانية في اكتوبر الماضي، بفوزهم في النهائي على إسبانيا 2-1 على ملعب سان سيرو في ميلانو.
وسيكون بنزيمة، المرشح الأبرز للفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم للمرة الاولى في مسيرته تحت المجهر وأعين النقاد، وتحديدا شراكته في الهجوم مع كيليان مبابي النجم «المتفجر» لنادي باريس سان جرمان.
واكتسبت المجموعة الثالثة صفة «مجموعة الموت» إذ تضم إيطاليا بطلة كأس أوروبا الصيف الماضي وألمانيا وانكلترا إلى جانب المجر.
ويستهل رجال المدرب غاريث ساوثغيت المنافسات بلقاء سهل على الورق أمام المجر في العاصمة بودابست السبت، فيما يخوضون رحلة محفوفة بالمخاطر إلى ميونيخ لمواجهة ألمانيا في 7 الشهر الحالي قبل استقبال إيطاليا في ولفرهامبتون والمجر في 11 و14 منه تواليًا.
ويواجه منتخب «الأسود الثلاثة» رجال المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني خلف أبواب موصدة بوجه الجماهير بعدما فرض الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (ويفا) عقوبة على الاتحاد الانكليزي على خلفية أعمال شغب شابت نهائي كأس أوروبا العام الماضي في ويمبلي.
هل تنضم منتخبات أمريكا الجنوبية؟
وفي المجموعة الثانية يستقبل المنتخب الاسباني نظيره البرتغالي المتوج بالنسخة الأولى عام 2019 في إشبيلية اليوم الخميس، فيما تلعب بلجيكا ضد جارتها هولندا غدا الجمعة ضمن منافسات المجموعة الرابعة.
وابدت بلجيكا وهولندا وبولندا وويلز اهتمامها بالنسخة الثالثة لدوري الأمم الأوروبية التي ابصرت النور للحلول بدلا من المباريات الودية، باعلانها رغبتها باستضافة مباريات الدور نصف النهائي والنهائي في حزيران/يونيو العام المقبل.
بعد ذلك، هناك احتمال أن تنضم منتخبات قارة أميركا الجنوبية إلى نسخة موسعة من المسابقة القارية.
صرح رئيس ويفا السلوفيني ألكسندر تشيفيرين لوكالة فرانس برس الاسبوع الماضي «نحن نناقش ذلك وهو احتمال، لكن في الوقت الحالي ما زالت فكرة».
وأضاف «المدربون الأوروبيون للمنتخبات الوطنية ليسوا سعداء لأنهم لم يعودوا يلعبون مع (منتخبات) أمريكا الجنوبية في المباريات الودية، والامر ذاته ينعكس على (منتخبات) أميركا الجنوبية».
وأردف «قد تكون مسابقة مثيرة للاهتمام ولكن علينا أن نرى كيف نضعها قيد التنفيذ، كي لا ننظم المزيد من المباريات مقارنة مع الوضع الحالي».
وانعكست العلاقة الوثيقة بين ويفا ونظيره الأميركي الجنوبي كونميبول إيجابا على عشاق الكرة المستديرة عقب قرار تنظيم مباراة «فيناليسيما» أمس الأربعاء بين إيطاليا بطلة أمم أوروبا والأرجنتين بطلة كوبا أمريكا على ملعب «ويمبلي» في لندن.