لا يسمعون ولا يتحدثون، أشخاص في وضعية إعاقة افتتحوا أمسية احتفالية نظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان بمسرح محمد الخامس بالرباط، مساء اليوم الاثنين، تحت شعار “تعابير الحق” بإيقاعات فنية إفريقية مغربية.
بعزفهم ترانيم تنهل من جذور التراث المغربي والقارة الإفريقية من خلال الإحساس بصدى الخشبة، سعى فنانو جمعية “ترانيم للإيقاع الفني الإفريقي للصم” إلى تحسيس الحضور بمركزية الحق في التعبير.
الحفل الذي نظمه المجلس بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تضمن تجليات حقوق الإنسان عبر مختلف التعابير الفنية والثقافية، تقول آمنة بوعياش. ويهدف المجلس من خلال تنظيمه هذا الحفل إلى لفت الانتباه إلى الإمكانيات الواعدة والمزدوجة التي تزخر بها كل التعابير الفنية والأدبية والفكرية من أجل حماية الحق والنهوض به على مختلف المستويات والأصعدة.
وأضافت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في كلمتها الافتتاحية، أن شعار “تعابير الحق” يعكس أن التعابير في حد ذاتها حقوق أساسية، مشيرة إلى أن ضمان الحق في التعبير هو أحد أهداف الفاعلين المؤسساتيين وغير المؤسساتيين، باعتباره المرآة التي تعكس تجذر الحقوق في الحياة اليومية أو تهافت طمسها.
ويتضمن الحق في التعبير، حسب المتحدثة ذاتها، الوحدة والتعدد؛ فهي “تعابير متنوعة ومتعددة من حيث اللغة ومن حيث الأدوات ومن حيث زاوية النظر ومن حيث الارتباط مع أشكال تعبيرية أخرى. ولكنها جميعا تنصب على الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه؛ لأنه بات أساسا لا محيد عنه في تعريف الإنسان. وكيفما كان التعبير، بل وكل التعبيرات تجعل من الحق العنصر الأكثر بروزا في الإنسان”.
وقالت بوعياش إن “التنوع الخلاق في الثقافة المغربية هو الذي يجعلنا، يوميا، أمام روعة الدينامية المجتمعية، الغنية بلغاتها وأشكالها العلمية والفنية والأدبية، والمتمثلة في الهوية المغربية بكل مكوناتها، العربية الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية”.
وشددت المتحدثة على ضرورة الاهتمام الرصين بهذه الثقافة، بكل مكوناتها، من حيث الرصد والتصنيف والأرشفة لترسيخ استراتيجية وطنية تستفيد من التجربة الإنسانية، وتكون قادرة على أن تشكل إضافة إلى هذه التجربة، مضيفة أن هذا الورش فتحه المجلس في بنياته الداخلية ويواصل وضع بصماته لتعزيز الشروط، البشرية والمادية والمعنوية، المتناسبة مع أهميته ومحوريته الحقوقية.
وأشارت بوعياش إلى أن المنتظم الدولي صادق على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، منذ أربع وسبعين سنة، و”هو الإعلان الذي جاء والإنسان يتأمل ما وقع من حروب وظلم ويصبو إلى عدم تكرار تلك البشاعات التي كادت تنفي الإنسان من الوجود”.
واحتفل المجلس خلال الحفل، الذي حضره عدد من السفراء ووزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والأسرة ورؤساء عدد من المؤسسات، بإبداعات شعرية وفقرة تكريمية للشاعرة والروائية عائشة البصري، بالإضافة إلى عروض مسرحية تحمل التيمة الحقوقية نفسها.
المصدر: وكالات