عادت وضعية مخزون الدم بالمغرب إلى “نقطة الصفر” بعد تسجيل تراجع “حاد” في عدد المتبرعين في الفترة الحالية مقارنة بفترة الزلزال التي شهدت مشاركة “قوية” من جميع أطياف المجتمع المغربي تضامنا مع الضحايا.
وفي هذا الشهر تعيش مراكز تحاقن الدم بالمغرب على وقع زيارات نادرة للمتبرعين، فيما تتواصل التبرعات من قبل جمعيات المجتمع المدني وداخل المؤسسات الجامعية.
وفي الدار البيضاء، كبرى مدن المملكة، التي تعرف طلبا كبيرا للدم، يشهد مركزها الجهوي زيارات قليلة مقارنة بفترة “زلزال الحوز”، التي عرفت موجة غير مسبوقة في عدد التبرعات، مكنت من سد الاحتياجات الكبيرة.
وانتهى بشكل كلي مخزون المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء، الذي تم جمعه في فترة الزلزال، فيما يتم التركيز حاليا على نشر وحدات متنقلة بشكل كثيف في مناطق العاصمة الاقتصادية قصد ضمان نسبة جد محدودة من التبرعات.
وفي هذا الصدد، قالت أمال دريد، المديرة الجهوية لتحاقن الدم بجهة الدار البيضاء- سطات، إن “هاته الفترة التي تعرف عطلة رأس السنة وتوقف الدراسة ببعض الثانويات، تعرف مراكز تحاقن الدم إقبالا جد نادر”.
أضافت دريد لهسبريس أن “هاته الثقافة جد نادرة هنا بالمغرب، وفي العطل يتأزم الوضع، لكن بعض الجمعيات والمؤسسات الجامعية التي تشتغل معنا تساعدنا في جمع المخزون الذي يعرف طلبا قويا يصل إلى 500 كيس يوميا بالدار البيضاء وحدها”.
وأشارت إلى أنه “رغم هذا الوضع، فإن ما يسعدنا هو تزايد هاته الثقافة في الفئة الشبابية بالمغرب”، غير أنها أضافت “مركزنا يقوم بنشر وحدات متعددة، لكن الحصيلة تكون ضعيفة للغاية”.
وفي السياق ذاته أكدت دريد أن “المخزون الذي تم جمعه في فترة الزلزال انتهى بسبب الطلب المرتفع جدا على الدم، والذي يتراوح يوميا بين 500 و600 كيس في جهة الدار البيضاء- السطات”.
وفسرت هذا الطلب الكبير بكون “توفير الدم لا يقتصر فقط على الحالات الحرجة، بل على حالات متعددة كالمصابين في حوادث السير التي تشهد ارتفاعا قويا، وحالات الولادة، والحالات التي تخضع لعمليات جراحية معقدة”.
“نستطيع في الوقت الحالي تغطية الطلب المرتفع، من خلال إخراج المخزون القديم مع الجديد، لكن المعادلة جد صعبة، فالإقبال ضئيل للغاية في الوقت الحالي، ولا يمكن أن يستمر في تغطية الطلب الذي لا يمكن أن يقل في اليوم الواحد عن 480 كيسا في أضعف الأحوال”، تقول دريد، مشيرة إلى أن “الاشتغال على جمع التبرعات لا يتوقف يوما واحدا، فمثلا في الدار البيضاء نشتغل طيلة أيام الأسبوع، وإذا قررنا أخذ راحة في أحد الأيام سنواجه مشكلة كبيرة”.
وأكدت أن “الإقبال على التبرعات عاد إلى نقطة الصفر”، معربة عن أسفها لهذا الوضع، “الذي يجب مواجهته بعمليات تحسيس عالية المستوى”.
المصدر: وكالات