بابتسامة عريضة وتفاؤل، تواصل الممثلة المغربية زينب الناجم شق مشوارها الفني متحدية مرض السرطان الذي ألم بها في أوج عطائها الفني، حيث حاربته بقوة وإيمان كبيرين دون الاستغناء عن مهنتها التي تعشقها حتى النخاع.
في الحوار التالي على هامش تقديمها عرضها المسرحي بالقنيطرة، تتحدث زينب الناجم عن أعمالها الجديدة وتطورات حالتها الصحية وأزمتها المرضية ومواضيع أخرى.
حدثينا عن تفاصيل مسرحية “شوكولا شو”
المسرحية تتحدث عن القصص والأحداث التي يواجهها نادل المقهى في مكانين مختلفين؛ الأول مقهى الفن الذي يرتاده الممثلون والمبدعون، والثاني مقهى الميزان، وهو مكان شعبي قرب المحكمة.
أتبادل الشخصيات أنا وصديقي رشيد في قالب كوميدي من صلب الواقع نعالج من خلاله معاناة النادل وما يمر به في يومه مع حفاظه على الابتسامة العريضة في استقبال الزبائن رغم كل الظروف.
الحمد لله، قدمنا جولات فنية عدة بعرض “شوكولا شو” في مجموعة من المدن المغربية، وأضرب موعدا مع الجمهور في مدينة طنجة يوم الـ24 من شهر مارس الجاري كذلك.
هل ستطلين على الجمهور من خلال البرمجة الرمضانية؟
صراحة لدي عمل وحيد ويتيم في رمضان سيعرض عبر القناة الأولى بعنوان “يد الحنة”؛ لأنني كنت مريضة مثلما يعلم الجميع، لذلك لم أتلق الكثير من الدعوات من طرف المنتجين، اتصل بي فقط المخرج الشاب رؤوف الصباحي رغم أنني كنت في المرحلة الثالثة من العلاج واقترح عليّ دورا يتناسب مع برنامج الحصص الطبية التي كنت أخضع لها في الصباح، بحيث كنت أصور مشاهدي في الفترات المسائية فقط. ومن هذا المنبر، أتقدم له بالشكر الخالص على ثقته.
كيف هي حالتك الصحية حاليا؟
بالنسبة لحالتي الصحية، الحمد لله، هي مستقرة، وهذا بفضل الله أولا والجمهور ودعوات الناس التي وصلتني. ما زلت أتابع الكثير من الإجراءات بحيث من الواجب الحرص على المراقبة والقيام بالاختبارات والتحاليل، لكنني أحمد الله أنني الآن جيدة وأحسن من السابق.
هل شكل السرطان عائقا أمام تحقيق ذاتك في المجال الفني؟
لم يشكل لي المرض أي عائق، العائق الكبير هو الناس في هذا المجال الذين لا ينتبهون لهذه القضية ويجعلون من المرض عائقا، صحيح أنه في الأول لا يمكنك الاشتغال وتكون الوضعية صعبة قليلا، لكن بعد ذلك يمكن للإنسان أن ينهض ويشتغل، فالسلسلة مع المخرج رؤوف الصباحي صورتها وأنا في عز الأزمة الصحية، العمل يخرجك من قوقعة المرض والأدوية والمستشفيات ويساعدك على الاشتغال، لذلك لم يشكل لي هذا الأمر أي عائق بقدر ما شكلته أمور أخرى أفضل عدم الخوض فيها حاليا.
من وجدت زينب الناجم بجانبها في أزمتها الصحية؟
الحمد لله، في أزمتي وجدت الله وعائلتي بجانبي وبعض الأصدقاء المعدودين على رؤوس الأصابع، إضافة إلى الجمهور الذي أشكره بشكل دائم لأنه كان يراسلني ويبعث لي الدعوات سواء عبر “إنستغرام” أو “فيسبوك”.
كنت تمارسين مهنتك في فترة خضوعك للعلاج الكيماوي، فهل كانت مغامرة منك؟
صحيح، كانت مغامرة كبيرة من طرفي؛ لأنني اشتغلت في فترة العلاج، وبعد إجراء العملية سافرت عبر القطار؛ لأنني لم أكن أريد الانهزام بل أردت الخروج من جو المرض، فأخذت المغامرة وآمنت بها وتحديت نفسي كثيرا مثلما نقول في ثقافتنا “ربحة أو ذبحة”.
الجمهور تعاطف معك في أزمتك وزملاؤك الفنانين كذلك، فما رسالتك إليهم اليوم؟
لكي أكون واضحة، سأوجه رسالة إلى الجمهور فقط الذي أشكره وأتمنى الشفاء لأي مريض في أي عائلة. وبالنسبة للأصدقاء في الوسط الفني، صراحة لم يكن هناك الكثير؛ فالبعض اتصل مرة واحدة فقط من أجل القيام بالواجب وهناك من طلب مني إذنا بالحضور لرؤيتي وتخلف عن ذلك، على العموم 10 في المئة تقريبا من زملائي كانوا يتابعون حالتي الصحية.
كنت من بين الفنانين الذين تفاعلوا مع قضية سعد لمجرد وتضامنوا معه، فما سبب ذلك؟
بالنسبة لسعد، سبق والتقيت به في إحدى المناسبات، هو إنسان خلوق ومؤدب لم أر من طرفه أي شر، وفي فترة مرضي حاول الاطمئنان على حالتي رغم عدم اجتماعنا في أي عمل سابق. وبخصوص ما وقع له، طلبت من الله أن يطلق سراحه؛ لأن لا أحد يريد الظلم لأحد، وتضامنت معه؛ لأنه فنان وأنا فنانة بغض النظر عن الباقي، هو تضامن إنساني بحكم لقائنا الودي. أتمنى أن يعود لوالديه سالما.
كلمة أخيرة..
أقول لجمهوري الحبيب أحبكم كثيرا وأبعث لكم قبلاتي وأشكركم؛ لأنكم كنتم سندي. لا أستطيع التعبير عن امتناني لكم، خاصة في محنتي التي وجدتكم فيها بجانبي. فشكرا لكم.
المصدر: وكالات