الإثنين 24 أكتوبر 2022 – 04:00
عقب تداول عدد من وسائل الإعلام الدولية خبر تغافل نشر خريطة المغرب في أحد الملتقيات بفرنسا، قال عكاشة برحاب، مؤرخ وأستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، إن “الأمر ليس بجديد في تاريخ العلاقة بين البلدين”.
وأوضح برحاب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “منذ أن أدرك المغرب أهمية الخريطة في إثبات حقوق السيادة الترابية في القرن التاسع عشر، صار يحرص على نشر خريطة البلاد كاملة غير منقوصة. وبهذه المناسبة من المفيد التذكير بأن المغرب احتج على الحكومة الفرنسية سنة 1910، عقب نشر خريطة المستعمرات الفرنسية بإفريقيا في بعض الصحف الفرنسية التي كانت تصدر بطنجة، وأصل رسالة الاحتجاج محفوظ بمديرية الوثائق الملكية بالرباط، وبحوزتنا نسخة مصورة منها”.
واستعرض الأستاذ الجامعي، ضمن التصريح ذاته، بعض الفقرات المعبرة عن رصد الحكومة المغربية لكل ما يمس السيادة الترابية؛ من بينها أنه “ظهر الآن أمر مهم، لم نر معه بدا من عمل المتعين في تبليغه لمن يتعين من رجال الدولة الفرنسوية، مع إنهاء أسفنا العظيم من أجله؛ وهو أن إدارة جريدة الدبيش الفرنسوية وجريدة السعادة العربية بطنجة أصدرت، في هذه الأيام، خريطة لبيان المستعمرات الفرنسية في القارة الإفريقية، وصارت توزعها في الإيالة الشريفة وخارجها طي الجريدتين المذكورتين. ومن أول نظرة في تلك الخريطة يظهر غرض واضعيها ومرمى أفكارهم، التي هي في غاية التضاد لما هو ثابت في الأصل، ومؤيد من معتمدي دول العالم العظمى من استقلال دولتنا وحفظ حقوقها في أراضيها…”
وأشار عكاشة برحاب إلى أن “هذه المعطيات التاريخية تكشف أن السياسة الفرنسية تجاه المغرب ما زالت تحن إلى اعتماد أسلوب الاستعمار القديم، من أجل النيل من حقوق سيادته على ترابه؛ وهو أسلوب كان متبعا في أوج انتشار الأفكار الاستعمارية في القرن التاسع عشر”، مضيفا أن “المغرب طالب، آنذاك، بإبطال تلك المغالطات والعمل على نشر خريطة المغرب التي تحفظ حقوق البلاد”.
وختم الأستاذ الجامعي تصريحه لهسبريس بالتأكيد على أن “العودة إلى هذا الأسلوب يذكرنا بالسياسة الاستعمارية الفرنسية في القارة الإفريقية، وخلاصة ما يستفاد من استحضار هذه الواقعة هو أن المغرب كان يقف دوما بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء المساس بحقوق سيادة المغرب على أراضيه، وفي ذلك عبرة لمن أراد أن يعتبر”.
المصدر: وكالات