مباشرة بعد انتهاء أولى اجتماعات مبادرة الأطلسي، التي ستمكن دول الساحل من الولوج إلى المحيط، خرج المكلف بالإعلام في ما تسمي “سفارة البوليساريو بالجزائر”، محمد الأمين، لانتقاد هاته الخطوة.
وفي تصريح لوسائل إعلام جزائرية قال الأمين إن “المبادرة محاولة جديدة لاستهداف الجزائر، وبيع الوهم لدول الساحل الإفريقي”، معتبرا أن “منطقة الأطلسي هي منطقة حرب”.
وبين المتحدث، وفق المصادر ذاتها، أن “الرباط تهدف من خلال مبادرة الأطلسي إلى التأثير على نجاحات المقاربات الجزائرية تجاه دول الساحل”، وذلك تزامنا مع تصاعد التوتر مع مالي، التي اتهمت الجزائر بالتدخل في شؤونها الداخلية.
وحظيت “مبادرة الأطلسي” بإشادة واسعة من طرف وزراء خارجية مالي والنيجر وبوركينافاسو، وتشاد، معتبرين أنها “فرصة مهمة لتعزيز أوراش الإصلاح الاقتصادي”.
في هذا الصدد قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن “الجبهة الانفصالية تراهن على الوضع الأمني المتأزم في بلدان الساحل من أجل تسهيل تمويل الأنشطة المرتبطة بعصابات الجريمة المنظمة، خاصة على مستوى تجارة السلاح، وتهريب المخدرات، والاتجار بالبشر”.
وأضاف سالم عبد الفتاح أن “قادة الجبهة وداعميها يتوجسون من هاته الرؤية الإستراتيجية للمملكة المغربية، بخصوص تنمية الوضع الاقتصادي ببلدان الساحل والصحراء، لما لها من انعكاسات إيجابية على الوضع الاجتماعي للساكنة، وأيضا في الشق الأمني، من خلال السلم والاستقرار، ما سيقوض الأنشطة غير القانونية للبوليساريو”.
وأبرز المتحدث ذاته أن “الجبهة الانفصالية تتعامل بشكل رئيسي مع عصابات الجريمة المنظمة بمنطقة الساحل، ومختلف الجماعات المسلحة التي تنتشر في مختلف البؤر المتوترة بهاته المنطقة، خاصة في المناطق التي تعرف ضعف أو غياب نفوذ الحكومات الساحلية”، مشيرا إلى أن “معالجة هذا الوضع المتردي من خلال هاته المبادرة سيكون له أثر على كبير على أهداف تحقيق الأمن والاستقرار، ما سيدفع إلى تراجع الأنشطة غير القانونية، وأيضا دور الجماعات المسلحة، التي هي من أهم شركاء البوليساريو”.
وشدد رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، في حديثه لهسبريس، على أن “ارتباط بلدان الساحل بالواجهة الأطلسية، واستفادتها من البنية التحتية، سيكون لهما تأثير على مواقفها السياسية تجاه مغربية الصحراء، علما أنها بدورها تعاني من انتشار المطالب الانفصالية، التي لا تختلف بنيتها عن أهداف جبهة البوليساريو”.
وخلص سالم عبد الفتاح إلى أن “تنزيل هاته المبادرة الأطلسية من شأنه أن ينهي أي إمكانية لتواجد المشروع الانفصالي في الصحراء، بحكم ارتباط تلك البلدان بمصالح القوى الدولية المختلفة في واقعية السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية”.
من جانبه اعتبر رمضان مسعود، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدريد، أن “مبادرة الأطلسي ستساهم بشكل واضح في زيادة العزلة التي تعيشها جبهة البوليساريو في المنطقة”.
وأبرز مسعود ضمن تصريح لهسبريس أن “العزلة التي تعيشها الجبهة في الأصل على المستوى الدولي والإفريقي، إذ تبقى مهددة قريبا بالطرد من الاتحاد القاري، ستتضاعف بشكل واضح بعد هاته المبادرة، التي لن يقف تأثيرها عليها فقط، بل سيطال حتى الجزائر”.
ويورد رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدريد أن “هاته المبادرة تبين جدارة الدبلوماسية المغربية على المستوى الإفريقي”، مشيرا إلى أن “جبهة البوليساريو رسمت نهايتها الرسمية سنة 2020 عندما خسرت رهان غلق معبر الكركرات”.
كما لفت مسعود إلى أن “المبادرة توضح نجاح المغرب في الحفاظ على علاقات محترمة مع دول الساحل، الأمر الذي يرتقب أن تكون له آثار مهمة على مواقفها من قضية الصحراء”.
المصدر: وكالات